نموذج الخوف التجنبي (الاسم العلمي: Fear-avoidance model) هو إطار نظري يفسّر تطوّر الألم المزمن في الجهاز العضلي الهيكلي. يُستخدم هذا النموذج كمرجعية في العديد من العلاجات النفسية، أبرزها العلاج المعرفي السلوكي (CBT) والتعرّض التدريجي للنشاطات الحركية. يسلّط النموذج الضوء على الدور المركزي الذي يلعبه الخوف من الألم في التأثير على السلوك النفسي-البدني للفرد؛ حيث قد يؤدي هذا الخوف إلى تجنّب الأنشطة الجسدية، الأمر الذي يُسهم في تفاقم الحالة وتحويل الألم الحاد إلى ألم مزمن.
تم تطوير النموذج في ثمانينيات القرن العشرين على يد ليثم وزملائه، ثم جرى توسيعه في تسعينيات القرن نفسه وبداية الألفية الثالثة من قِبل فلايين ولينتون. يقدّم النموذج منظورًا لفهم العوامل النفسية التي تُفسّر لماذا يتعافى بعض الأفراد من الألم الحاد بسرعة، بينما يعاني آخرون من تطوّر مضاعفات مزمنة مثل الإعاقة الجسدية والاكتئاب والانخفاض الملحوظ في القدرة الوظيفية.
وفقًا لهذا النموذج، عندما يُفسَّر الألم على أنه تهديد خطير، تنشأ استجابات معرفية وعاطفية سلبية تتمثّل في أفكار كارثية ومشاعر خوف، ما يدفع الفرد إلى تجنّب الحركة أو المجهود البدني. هذا السلوك التجنّبي يُسهم بدوره في الدخول في دائرة مفرغة تؤدي إلى تدهور الحالة البدنية والنفسية، وتعزيز ما يُعرف بحلقة الألم المزمن. وقد حظي هذا النموذج بدعم واسع من الأبحاث العلمية، لا سيما تلك التي ركّزت على أثر الخوف والمعتقدات السلبية على تجربة الألم، والتي أظهرت في كثير من الحالات أن الأبعاد النفسية قد تكون أكثر تأثيرًا من الأضرار الجسدية نفسها.