كل ما تريد معرفته عن محمد المهتدي بالله

أميرُ المُؤمِنين وخَليفَةُ المُسْلِمين الإمام الزَّاهِد والتَّقيُّ العابد أبُو عبد الله مُحمَّد المُهْتَدي بالله بن هارون الواثِق بن مُحمَّد المُعْتَصِم بن هارون الرَّشيد بن مُحمَّد المِهدي بن عبد الله المَنْصُور بن مُحمَّد القُرَشيُّ الهاشِميُّ العبَّاسيُّ (218 – 18 رجب 256هـ / 833 – 21 يونيو 870م)، المَعرُوف بلقبه المُهْتَدي بالله أو المُهْتَدي، هو رابع عشر خُلَفاء بني العَبَّاس، والخليفة الثَّالث والثلاثون في ترتيب الخُلَفاء عن النبي مُحمَّد. حكم الدَّولة العبَّاسية (29 رجب 255 – 18 رجب 256هـ / 13 يوليو 869 – 21 يونيو 870م)، ودام حكمه أحد عشر شهرًا وتسعة عشر يومًا حتى مقتله.

بُويِعَ المُهْتَدي للخِلافَة في فَترة فَوْضَى سامَرَّاء، حيث ورث أزمة كبيرة عصفت بدولة الخِلافة العبَّاسِيَّة منذ تسعةِ أعوام، والتي شهدت تحكُّم القادة الأتراك لمقاليد الأمور، حيث قتلوا خُلفائها بدءًا من المُتوكِّل ثم المُنْتَصِر والمُسْتَعين والمُعْتَز وخلعهم من الحُكم، ما سبَّب خُروج وِلايات وأقاليم عن سُلطتهم شيئًا فشيئًا، ومع أن المُهْتَدي لم يكُن طامِحًا بالخِلافة، إلا أنه وجدها فرصة لاستعادة السُّلطة التي استأثر بها الأتراك، فحاول في البداية إجراء إصلاحات عديدة، إلا أنه أدرك مع مرور الوقت عدم جدواها، وأن التخلُّص منهم بات مطلوبًا لتصحيح حال الدَّولة.

حاول المُهْتَدي أن يُوقع بين القادة الأتراك الذين خلعوا وقتلوا أربعة خُلفاء سابِقاً لإعادة هيبة الخِلافة واستعادتها، إلا أنَّهُم فطنوا لأمره، واتفقوا على خلعِه، وهو ما حدث بعد سنةً وشهرًا واحدًا منذ توليه الخِلافة، ثُمَّ قتلوه بعد أيَّامٍ من التعذيب، وكان النَّاس في حُزنٍ بسبب عدالته واتِّصافِهِ بالزُّهد الشديد المُكافئ لعُمر بن عبد العزيز الأموي.

بُويع أحمد المُعْتَمِد على الله خليفةً مِن بعده، والذي استطاع مع أخيه المُوفَّق بالله من وضع حد للإنقلابيين التُّرك، فاستعادت الخِلافة العبَّاسِيَّة قُوتها، وانتعشت على مدار العُقود التالية القليلة حتى دخل البُويهيُّون لبَغْدَاد ودخلت الدولة عهدِها الثَّالث.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←