عبد البهاء عباس، الابن الأكبر لـ بهاءالله، أدّى دوره كممثّلٍ لبهاءالله خلال حياته؛ ومن ثمّ، وبناءً على وصية والده، تم تعيينه مركزًا للعهد والميثاق وخليفةَ له ومرجعًا للدين البهائي، والمُبيّن والمفسّر الرسمي الوحيد لأعمال وكتابات بهاءالله. بناءً على طلب بهاءالله، بدأ مراسلة المؤمنين الأوائل وعلماء الدين منذ صغره، وحتى نهاية حياته كان يؤدي واجبه إلى حدٍ كبيرٍ من خلال كتاباته وأعماله الأدبية وخُطبه. بالإضافة إلى شرح مؤلفات وكتابات بهاءالله ونصوص بعض الكتب المقدسة السابقة، أوضح أيضًا علاقة تلك النصوص بظهور بهاءالله. يعتقد البهائيون أن عبدالبهاء كشف عن القدرة الكامنة لتعاليم بهاءالله على معالجة معاناة البشرية وعمل على حماية الدين من الانقسام من خلال كتابة الرسائل العامة المعروفة بالألواح والمكاتيب والتفاسير المتعلقة بالمواضيع التي تشغل أفكار الخاصة والعامة آنذاك. صمّم عبدالبهاء النظام العالمي الجديد لبهاءالله وقدّم خططًا عالميةً لنشر رسالة بهاءالله. في الوقت نفسه واصل مراسلاته المستمرة مع البهائيين وغير البهائيين في جميع أنحاء العالم. من بين هذه الأعمال كتب أدعيةً تسمو بالروح موجّهةً لأشخاصٍ معينةٍ أو للبهائيين على العموم تُتلى في مجامعهم وكذلك هناك أدعيةٌ للمجتمع البشري بشكلٍ عامٍ. تشمل أعمال عبدالبهاء الأدبية ومحادثاته المسجلة مجالاتٍ مختلفةً يمكن تصنيفها في الروحانيات والعرفان؛ والفلسفة، والشِعر؛ والفكر السياسي الاجتماعي، والمواضيع الاجتماعية والعلمية والسياسية في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين؛ وتاريخ إيران، والأديان والعالم؛ والمؤلفات الدينية، وتفاسير عن الكتب المقدسة والقرآن والأحاديث الإسلامية. لقد ترك عبدالبهاء العشرات من مجلدات الكتب وآلاف الرسائل باللغات الفارسية والعربية والقليل منها بالتركية، والكثير منها غير معروفة إلى حدٍ كبيرٍ للمتحدثين بالفارسية. يبلغ عدد أعمال عبدالبهاء الكتابية حوالي 27 ألفًا. أول عملٍ روحانيٍ عرفانيٍ معروفٍ لعبد البهاء هو شرح حديث "كُنتُ كنزًا مخفيًا" الذي كتبه عندما كان مراهقًا (19-14 عامًا) بناءً على طلبٍ من بهاءالله. في حياة بهاءالله، وبناءً على طلبه، ألّف كتابي "الرسالة المدنية" و" رسالة شخصٍ سائحٍ" في عام 1886م. كتب عبدالبهاء معظم أعماله عندما أصبح يدير الجامعة البهائية بعد وفاة بهاءالله (1921م-1892م).
تشكّل خُطَب عبدالبهاء في أوروبا وأمريكا وكندا جزءًا مهمًا من أعماله. في هذه الخُطب والمحاضرات، وصف عبدالبهاء لأول مرةٍ تعاليم بهاءالله وشرحها بطريقةٍ جوهريةٍ منظمةٍ. تتضمن بعض هذه التعاليم التحري المستقل عن الحقيقة؛ ووحدة البشرية؛ ووجوب أن يكون الدين سببًا للمودة والمحبة وإلا فغياب الدين أفضل، والدين والعلم مكمّلان لبعضهما البعض، وإن التحيزات الدينية والعنصرية والسياسية والقومية مدمرةٌ للمجتمع البشري ويجب محوها؛ والمساواة في الحقوق لجميع البشر؛ وتوزيع أكثر عدالةٍ للثروة عن طريق تعديل سبل العيش بحيث لا يكون أحدٌ في حاجةٍ ماديةٍ؛ وتأسيس السلام العالمي من خلال إنشاء محكمةٍ دوليةٍ لتسوية المنازعات؛ وضرورة فصل الدين عن السياسة؛ وتعليم المرأة وتطويرها، وتعليم الفضائل الروحانية والأخلاق لضمان تنمية وازدهار الحضارة المادية.