فقر الدم الناجم عن عوز الحديد (بالإنجليزية: Iron-deficiency anemia)، هو فقر الدم الذي يحدث بسبب نقص الحديد. يُعرف فقر الدم بأنه انخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء أو كمية الهيموجلوبين عن المستوى الطبيعي في الدم. عندما تكون الأعراض بطيئة، غالبًا ما تكون الأعراض غامضة مثل الشعور بالتعب، الضعف، الصداع، ضيق التنفس أو ضعف القدرة على بذل مجهود. غالبًا ما يكون لفقر الدم الذي يظهر بسرعة أعراض أكثر حدة، بما في ذلك الارتباك، الشعور بأن الشخص سيفقد وعيه أو أزدياد العطش. عادة ما يكون فقر الدم ملحوظًا قبل أن يصبح الشخص شاحبًا بشكل واضح. قد يعاني الأطفال المصابون بفقر الدم الناجم عن عوز الحديد من مشاكل في النمو والتطور. قد تكون هناك أعراض إضافية حسب السبب الأساسي للمرض.
يحدث فقر الدم الناجم عن عوز الحديد بسبب فقدان الدم، أو عدم كفاية المدخول الغذائي أو سوء امتصاص الحديد من الطعام. يمكن أن تشمل مصادر فقدان الدم الدورات الشهرية الغزيرة، الولادة، الأورام الليفية الرحمية، قرحة المعدة، سرطان القولون، ونزيف المسالك البولية. قد يحدث سوء امتصاص الحديد من الطعام نتيجة لاضطراب معوي مثل مرض التهاب الأمعاء أو الداء البطني، أو الجراحة مثل المجازة المعدية. في العالم النامي، تزيد الديدان الطفيلية، الملاريا، وفيروس نقص المناعة البشرية - الأيدز من خطر الإصابة بفقر الدم الناجم عن عوز الحديد. يتم تأكيد التشخيص عن طريق اختبارات الدم.
يمكن الوقاية من فقر الدم الناجم عن عوز الحديد عن طريق تناول نظام غذائي يحتوي على كميات كافية من الحديد أو عن طريق مكملات الحديد. تشمل الأطعمة الغنية بالحديد اللحوم، المكسرات، السبانخ، والأطعمة المصنوعة من الدقيق المدعم بالحديد. قد يشمل العلاج التغييرات الغذائية والتعامل مع الأسباب الكامنة، على سبيل المثال العلاج الطبي للطفيليات أو عمليات القرح. قد يوصى باستخدام مكملات الحديد وفيتامين سي. يمكن علاج الحالات الشديدة بنقل الدم أو حقن الحديد.
أثر فقر الدم الناجم عن عوز الحديد على حوالي 1.48 مليار شخص في عام 2015. تشير التقديرات إلى أن نقص الحديد الغذائي يسبب ما يقرب من نصف حالات فقر الدم على مستوى العالم. النساء والأطفال الصغار هم الأكثر تأثرًا. في عام 2015، أدى فقر الدم الناجم عن عوز الحديد إلى حوالي 54000 حالة وفاة – بانخفاض عن 213000 حالة وفاة في عام 1990.