نظرة عامة شاملة حول علي محمد الشيرازي

علي محمد الشيرازي الملقب بـ الباب (علي محمد،؛ 20 أكتوبر 1819م- 9 يوليو 1850م) مؤسس الدين البابي، وأحد الشخصيات المركزية في الدين البهائي. مارس التجارة في شيراز في زمن القاجار في إيران، وفي عام 1844م، عن عمرٍ يناهز 25 عامًا، أعلن عن دعوته بالدين البابي. في السنوات الست التالية، كشف تدريجيًّا وبشكلٍ متزايدٍ في كتاباته بأنه أحد المظاهر الإلهية، مثل موسى وعيسى ومحمد، وأنه أُنزِل عليه الوحي كوحي التوراة والإنجيل والقرآن. ادّعى أن هذا الوحي الجديد سيُطلق الطاقات والقدرات الخلّاقة اللازمة لإقامة الوحدة والسلام العالميين.

أشار إلى نفسه باللقب الإسلامي التقليدي "الباب" (بمعنى البوابة). أعلن أن الغرض المحوري من رسالته هو الاستعداد لمجيء مظهرٍ إلهيٍ أعظم منه – موعود كل الأمم؛ أشار إلى هذا الموعود بأنه "مَن يُظهِرُهُ الله". كان الباب "الباب" لهذه الشخصية الموعودة، التي ستنتشر رسالته في جميع أنحاء العالم.

كتب الباب العديد من الرسائل والكتب التي نسخ فيها الأحكام والتقاليد الإسلامية، وأسس دينًا جديدًا ونظامًا اجتماعيًا جديدًا يركّز على الوحدة والمحبة وخدمة الآخرين. شجّع على تعلّم الفنون والعلوم، وتحديث التعليم، وتحسين وضع المرأة. قدّم مفهوم الوحي التدريجي، مسلطاً الضوء على استمرارية تتابع الأديان وتجديدها. كما أكّد على الأخلاق، وتحرّي الحقيقة، والنبل الإنساني. بالإضافة إلى ذلك، وضع أحكامًا لتنظيم الزواج والطلاق والميراث، وحدّد قواعدًا لمجتمعٍ بابيٍ مستقبليٍ، على الرغم من عدم تنفيذها. طوال الوقت، ناقش الباب وحيه وأحكامه في سياق الشخصية الموعودة المذكورة أعلاه. على عكس الديانات السابقة، التي ألمحت بشكلٍ متقطعٍ إلى الشخصيات الموعودة، كان التركيز الأساسي للبيان، كتاب التشريع في الدين البابي، هو التحضير لمجيء الموعود المنتظر.

وُلد الباب في شيراز في 20 أكتوبر 1819م، لعائلةٍ من العترة النبوية من السادة الحسينيين، وكان معظمهم يعملون في أنشطةٍ تجاريةٍ في شيراز وبوشهر. على الرغم من أنه كان يتمتع بشعبيةٍ بين الطبقات الدنيا والفقراء والتجّار الحضريين والحرفيين وبعض القرويين، إلا أنّه واجه معارضةً من رجال الدين المتشددين والحكومة، التي أعدمته في نهاية المطاف والآلاف من أتباعه، الذين كانوا يُعرفون باسم البابيين.

عندما أُعدم الباب بتهمة الردة، تم تقييده في ساحةٍ عامةٍ في تبريز، وواجه فرقة إعدامٍ مكونةٍ من 750 بندقيةً. بعد الكَرّة الأولى لإطلاق النيران، اُكتُشِف أن الباب مفقودٌ، وعُثِر عليه لاحقًا وأُعيدَ إلى الساحة. قُتِل في النهاية بالكَرّة الثانية. تم الاحتفاظ برُفاته ونقلها سرًا حتى تم دفنها في عام 1909م في الضريح الذي بناه له عبدالبهاء لاحقًا على سفح جبل الكرمل في حيفا في فلسطين سابقًا، إسرائيل اليوم.

بالنسبة للبهائيين، يلعب الباب دورًا مشابهًا لدور إيليا في اليهودية أو يوحنا المعمدان في المسيحية: رائدًا أو مؤسسًا لدينهم. استمر الارتباط بمقام الباب كرسولٍ إلهي في العصر الحديث بالدين البهائي الذي يبلغ عدد أعضائه أكثر من 8 ملايين في جميع أقطار العالم، والذي أعلن مؤسسه، بهاءالله، في عام 1863م أنه تحقيقٌ لنبوءة الباب. آمن غالبية الأتباع البابيين وأصبحوا بهائيين بحلول نهاية القرن 19 الميلادي. يعتبر البهائيون الباب أحد المظاهر الإلهية، مثل آدم وإبراهيم وموسى وزرادشت وكريشنا وبوذا ويسوع ومحمد وبهاءالله.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←