رحلة عميقة في عالم البابية

البابية أو الدين البابي أو الدعوة البابية هي دعوة نادى بها ودعا إليها السيد على محمد الشيرازي الملقب بـــــ «الباب»، أي باب معرفة الله. فقد كان يرمي الباب من ذلك اللقب إلى كونه فاتحة وبشيراً لظهور أعظم من ظهوره حيث أعلن أنه سيأتي من بعده. والدعوة البابية ظهرت في إيران في القرن الثالث عشر الهجري أو التاسع عشر الميلادي كديانة جديدة مستقلة عن الديانات السابقة لها، لكنها حلقة في سلسلة تتابع تلك الديانات؛ وهي باعتقادهم أيضاً خاضعة لمفهوم التطور بتعاقب رسالات الله للبشرية، ولذا لا تكون البابية آخر مراحل تجلي نزول الوحي الإلهي للإنسانية، أو آخر ما تستحقه الإنسانية من الرسالات السماوية. فكانت هذه الدعوة تقول إن الباب قد جاء ليمهد الطريق لمن سماه «من يظهره الله» أي بظهور بهاء الله الذي ذكر أن بمجيئه ستتحقق نبؤات الأديان السابقة بعد ألف سنة على الأقل، وقد أدعى أحد أتباعه لقب «بهاء الله» الذي أسس فيما بعد الديانة البهائية.

على محمد الشيرازي كشف تدريجيًّا وبشكلٍ متزايدٍ في كتاباته بأنه أحد المظاهر الإلهية، مثل موسى وعيسى ومحمد، وأنه أُنزِل عليه الوحي كوحي التوراة والإنجيل والقرآن. ادّعى أن هذا الوحي الجديد سيُطلق الطاقات والقدرات الخلّاقة اللازمة لإقامة الوحدة والسلام العالميين. كتب الباب العديد من الرسائل والكتب التي نسخ فيها الأحكام والتقاليد الإسلامية، وأسس دينًا جديدًا ونظامًا اجتماعيًا جديدًا يركّز على الوحدة والمحبة وخدمة الآخرين. شجّع على تعلّم الفنون والعلوم، وتحديث التعليم، وتحسين وضع المرأة. قدّم مفهوم الوحي التدريجي، مسلطاً الضوء على استمرارية تتابع الأديان وتجديدها. كما أكّد على الأخلاق، وتحرّي الحقيقة، والنبل الإنساني. بالإضافة إلى ذلك، وضع أحكامًا لتنظيم الزواج والطلاق والميراث، وحدّد قواعدًا لمجتمعٍ بابيٍ مستقبليٍ، على الرغم من عدم تنفيذها. طوال الوقت، ناقش الباب وحيه وأحكامه في سياق الشخصية الموعودة المذكورة أعلاه. على عكس الديانات السابقة، التي ألمحت بشكلٍ متقطعٍ إلى الشخصيات الموعودة، كان التركيز الأساسي للبيان، كتاب التشريع في الدين البابي، هو التحضير لمجيء الموعود المنتظر.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←