رحلة عميقة في عالم تعاليم الباب

تعاليم الباب تُشير إلى تعاليم السيد علي محمد مؤسس البابية، وأحد الشخصيات المركزية الثلاث في الدين البهائي. كان تاجرًا من شيراز في بلاد فارس، والذي ادعى في سن الرابعة والعشرين (في 23 أيار 1844 م) أنه القائم الموعود (أو المهدي). وبعد إعلانه هذا اتخذ لقب "باب". ألّف مئات الرسائل والكتب (والتي غالبًا ما يطلق عليها اسم الألواح) والتي ذكر فيها ادعاءاته المهدوية وحدد تعاليمه، والتي شكلت شريعة جديدة أو قانونًا دينيًا. وفي نهاية المطاف، اكتسبت حركته عشرات الآلاف من المؤيدين، وواجهت معارضة شديدة من رجال الدين الشيعة في إيران، وقمعتها الحكومة الإيرانية، مما أدى إلى اضطهاد الآلاف من أتباعه، الذين يطلق عليهم البابيون. في عام 1850 م أُعدم الباب رميًا بالرصاص في تبريز.

يمكن تقسيم تعاليم الباب إلى ثلاث مراحل واسعة، ولكل منها تركيز موضوعي مهيمن. تتحدد تعاليمه المبكرة في المقام الأول من خلال تفسيره للقرآن والتقاليد الإسلامية الأخرى. وبينما يستمر هذا الأسلوب التفسيري في جميع المراحل الثلاث من تعاليمه، يحدث تحول حيث ينتقل التركيز إلى التصريحات التشريعية والتوضيح الفلسفي. وفي المرحلة الفلسفية يقدم الباب شرحًا لميتافيزيقا (ما وراء طبيعة) الوجود والخلق، وفي المرحلة التشريعية يتوحد مبادئه الصوفية والتاريخية بشكل واضح.

إن تحليل كتابات الباب عبر المراحل الثلاث يظهر أن جميع تعاليمه كانت مدفوعة بمبدأ مشترك له أبعاد وأشكال متعددة.

وتعطي كتابات الباب معاني جديدة لمفاهيم الله والدين والأنبياء، وتفسر المفاهيم الدينية مثل الجنة والنار والقيامة وفقًا لذلك. ومن بين التعاليم المهمة لحضرة الباب: الوحي التدريجي، واستمرار الدين وتجديده، وتحسين وضع المرأة، وإلغاء الكهنوت، والتأكيد على النبل الإنساني. وهناك تركيز أساسي آخر في تعاليمه وهو تأكيده على ظهور شخصية مسيانية يشير إليها في كثير من الأحيان باسم "الذي سيجعله الله ظاهرًا". ويناقش الباب دائمًا وحيه وقوانينه في سياق هذه الشخصية الموعودة. على عكس الديانات السابقة حيث كانت الإشارة إلى الشخصيات الموعودة عرضية فقط وفي تلميحات وإشارات، فإن التركيز الرئيس في كتاب "البيان"، وهو الكتاب الأم للعهد البابي، هو إعداد الطريق "لمن سيجعله الله ظاهرًا".

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←