يتناول علم الأدوية الجيني للسرطان دراسة كيفية تأثير الاختلافات في المجموع المورثي (الجينوم) على استجابة الفرد لمختلف العلاجات الدوائية للسرطان. وهو مجموعة فرعية من المجال الأوسع لعلم الأدوية الجيني، وهو مجال الدراسة الذي يهدف إلى فهم كيفية تأثير المتغيرات الجينية على فعالية الدواء وسميته.
السرطان هو مرض جيني (مورثي) حيث تستطيع التغييرات في الجينات أن تؤدي إلى نمو الخلايا وانقسامها بشكل خارج عن السيطرة. قد يكون لكل سرطان مجموعة مميزة من الطفرات الجينية، وقد تطرأ تغيرات جينية مختلفة حتى على الخلايا داخل الورم نفسه. في الظروف السريرية، عادةً ما لوحظ أن الأنواع وجرعات العلاج نفسها يمكنها أن تؤدي إلى اختلافات كبيرة في الفعالية والسمية بين المرضى، وبالتالي، فإن تطبيق علم الأدوية الجيني في مجال السرطان قد يقدم فوائد رئيسية لتخصيص علاج السرطان، وتقليص سمية العلاج، وزيادة فعالية العلاج إلى أقصى حد. قد يتضمن ذلك اختيار الأدوية التي تستهدف طفرات معينة داخل الخلايا السرطانية، وتحديد المرضى المعرضين لخطر السمية الشديدة للدواء، وتحديد العلاجات التي من المرجح أن يستفيد منها المريض. يتمتع تطبيق علم الأدوية الجيني على مرض السرطان باختلافات كبيرة مقارنة بالأمراض المعقدة الأخرى، فهناك جينومان يجب مراعاتهما؛ الخط الجنسي (الخط الإنتاشي) والورم. يتناول جينوم الخط الجنسي الاختلافات الجينية الموروثة بين الأفراد، ويتناول جينوم الورم أي طفرات جسدية تتراكم مع تطور السرطان. يمثل تراكم الطفرات الجسدية داخل جينوم الورم تغييرًا في المرض، ويلعب دورًا رئيسيًا في فهم كيفية استجابة الأفراد للعلاجات. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر جينوم الخط الجنسي في ردود الفعل السمية على علاج معين ويُعزى ذلك إلى تأثيره في التعرض للأدوية. على وجه التحديد، تشارك جينات الحركية الدوائية في تعطيل المركبات النشطة والتخلص منها. بناء على لذلك، يجب أيضًا مراعاة الاختلافات داخل جينوم الخط الجنسي.