الطب النفسي البيولوجي أو الطب النفسي الحيوي، هو نهج للطب النفسي يهدف إلى فهم الاضطراب العقلي من ناحية الوظيفة الحيوية للجهاز العصبي. وهو متداخل التخصصات في نهجه ويعتمد على العلوم مثل علم الأعصاب وعلم الأدوية النفسي والكيمياء الحيوية وعلم الوراثة وعلم التخلق وعلم وظائف الأعضاء للتحقيق في الأساس البيولوجي للسلوك وعلم الأمراض النفسي. الطب النفسي الحيوي هو التخصص الطبي الذي يُعنى بدراسة الوظيفة الحيوية للجهاز العصبي في الاضطرابات العقلية.
في حين يوجد بعض التداخل بين الطب النفسي الحيوي وعلم الأعصاب، إلا أن الأخير يركز عمومًا على الاضطرابات التي يظهر فيها تشريح مرضي كبير ومرئي للجهاز العصبي، مثل الصرع والشلل الدماغي والتهاب الدماغ والتهاب الأعصاب ومرض باركنسون والتصلب المتعدد. هناك بعض التداخل مع الطب النفسي العصبي، والذي يُعنى نموذجيًا بالاضطرابات السلوكية في سياق اضطراب دماغي ظاهر. في المقابل، يصف الطب النفسي الحيوي المبادئ الأساسية، ثم يتعمق في الاضطرابات المتنوعة. وهي مبنية لتتبع تنظيمات الدي إس أم 4، الذي يعد الدليل الأول للتشخيص والتصنيف في الطب النفسي. تستكشف المساهمات في هذا المجال الوظيفة التشريحية العصبية والتصوير وعلم النفس العصبي واحتمالات العلاج الدوائي للاكتئاب والقلق واضطرابات المزاج وتعاطي المخدرات واضطرابات الأكل والفصام والاضطرابات الذهانية واضطرابات الإدراك والشخصية.
لا يتعارض الطب النفسي الحيوي مع النهج الأخرى للأمراض النفسية، ولكن قد يحاول ببساطة أن يتعامل مع الظواهر بمستويات مختلفة من التفسير. أدى التركيز على الوظيفة الحيوية للجهاز العصبي إلى إيلاء أهمية كبيرة للطب النفسي الحيوي في تطوير ووصف العلاجات الدوائية للاضطرابات العقلية.
ولكن في الممارسة العملية، يدعو الأطباء النفسيون إلى استعمال كلتي المعالجتين الدوائية والنفسية لعلاج الأمراض العقلية. تُجرى هذه المعالجة بشكل أشيع لدى الأطباء النفسيين السريريين والمعالجين النفسيين والمعالجين المهنيين والعاملين في مجال الصحة العقلية ممن هم متخصصون ومدربون في النهج غير الدوائية.
يمتد تاريخ هذا المجال إلى الطبيب الإغريقي القديم أبقراط، ولكن استُخدمت عبارة «الطب النفسي البيولوجي» لأول مرة في الأدب العلمي في استعراض النظراء في عام 1935. وتُستخدم هذه العبارة في الولايات المتحدة بشكل أكبر بالمقارنة مع بعض البلدان الأخرى مثل المملكة المتحدة. ومع ذلك، فإن هذا المجال لا يخلو من الناقدين، ويستخدم هؤلاء الناقدون أحيانًا عبارة «الطب النفسي البيولوجي» كنوع من السخرية.