تُعرف الحتمية البيولوجية (بالإنكليزية: biological determinism)، والمسماة أيضاً بالـحتمية الجينية أو الاختزال الجيني، بأنها التصديق بأن السلوك البشري تحكمه جينات الفرد أو مكونٌ ما في بنيتها، على حساب دور البئية المحيطة به عموماً، سواءً في مرحلة التطور الجنيني أو التعلم.
وقد ارتبطت الحتمية البيولوجية بأفكار أخرى في العلم والمجتمع، كمبحث تحسين النسل، والعنصرية العلمية، والجدال حول قابلية توريث حاصل الذكاء (IQ)، أو الأساس البيولوجي المفترض للأدوار الجنسوية (الاجتماعية)، وجدال البيولوجيا الاجتماعية.
في عام 1892، اقترح أوغست وايزمان في نظرية جِبلة الخلايا الجنسية –أي مكوناتها الرئيسية كالنطاف والبيوض– (germ plasm) الخاصة به، أن المعلومات الوروثة تنقلها الخلايا الجنسية فقط، والتي اعتقد بأنها تحمل المحدِّدات (أي الجينات).
وأيّد فرانسيس غالتون مَبحث تحسين التنسيل، لأنه افترض أن الصفات غير المرغوبة كحنف القدم والإجرامية تورَّث، وبالتالي كان هدفه منع أناس معيبين كهؤلاء من الإنجاب، بينما حاول كل من صاموئيل جورج مورتون وبول بروكا ربط السعة القحفية (أي حجم الجمجمة الداخلي) مع لون البشرة، محاولين إظهار أفضلية العرق الأبيض.
كما حاول باحثون آخرون أمثال هنري اتش. غودار وروبيرت يركيز قياس ذكاء البشر، وإثبات موروثية القيم الناتجة، مجدداً كمحاولة لإثبات تفوق العرق الأبيض على من سواه.
وكان غالتون أول من روّج لعبارة «الطبيعة ضد التنشئة»، والتي استُخدمت لاحقاً لتوصيف الجدال المتزايد حول ما يُعتبر المسؤول الحقيقي عن تحديد السلوك البشري؛ الجينات أم البيئة، بينما يتفق العلماء اليوم، كعلماء البيئة واختصاصيي الوراثيات السلوكية، أنّ كلا العاملين –وضوحاً– مهمّين ومتشابكين في الحقيقة.
ولاحقاً في القرن العشرين، أصبحت حتمية الأدوار الاجتماعية موضع جدل اختصاصيي الوراثيات وغيرهم، فحاول علماء الأحياء، أمثال جون موني وأنكيه أيه. إرهارت، شرح الأنوثة والمثلية الجنسية وفق المعايير الاجتماعية السائدة آنذاك، وعلى هذه الخلفية ناقش علماء البيولوجيا التطورية ريتشارد لوونتين وآخرون اختلاف الملابس والتفضيلات الأخرى بتنوع المجتمعات.
أسس عالم الأحياء إدوارد أوسبورن ويلسون اختصاص علم الأحياء الاجتماعي، انطلاقاً من مشاهادته على الحيوانات، كالاجتماعية العليا، مرجحاً على نحو جدلي إمكانية تطبيق تفسيراتها للسلوك الاجتماعية على البشر.