يتضمن مفهوم الطبيعة ضد التنشئة النقاش حول ما إذا كان السلوك البشري يتحدد بواسطة البيئة، سواء خلال النمو السابق للولادة أو أثناء حياة الشخص، أو عن طريق علم الوراثة السلوكي. استُخدم التعبير البديل «الطبيعة والتنشئة» (Nature versus nurture) باللغة الإنجليزية منذ العصر الإليزابيثيّ على الأقل؛ ويعود أصله في اللغة الفرنسية إلى العصور الوسطى.
الطبيعة، هي ما نعتقد أنه توصيل مسبق متأثر بالإرث الجيني والعوامل البيولوجية الأخرى. في حين تعتبر التنشئة بشكل عام، أنها تأثير للعوامل الخارجية بعد الإدراك؛ وعلى سبيل المثال، يمكن أن تكون نتاج تأثير الانفتاح والخبرة والتعلم على الفرد.
أشاع الموسوعيّ الفيكتوريّ الإنكليزي فرانسيس غالتون -المؤسس الحديث لعلم تحسين النسل وعلم الوراثة السلوكي- هذه العبارة بمعناها الحديث، حيث ناقش تأثير الوروثية والبيئة على التقدم الاجتماعي. تأثر غالتون بكتاب «أصل الأنواع» الذي كتبه ابن عمه تشارلز داروين.
أطلق جون لوك في عام 1690 على وجهة النظر التي مفادها أن البشر يكتسبون كل أو معظم صفاتهم السلوكية تقريباً من خلال «التنشئة» اسم الصفحة البيضاء («اللوح الفارغ»). افترضت وجهة النظر السابقة «اللوح الفارغ» في علم النفس التنموي البشري، أن الصفات السلوكية للإنسان تتطور بشكل حصري تقريباً من خلال التأثيرات البيئية، واعتُمدت على نطاق واسع خلال جزء كبير من القرن العشرين. كثيرا ما صُبَّ الجدل الدائر بين إنكار «الصفحة البيضاء» لتأثير الوراثة، والرأي الذي يعترف بالسمات البيئية والوراثية، في قالب «الطبيعة ضد التنشئة». كان هذان النهجان المتعارضان للنماء البشري في جوهر النزاع الأيديولوجي على جداول أعمال الأبحاث طوال النصف الثاني من القرن العشرين.
بما أنه اكتُشف أن كل من عامل «الطبيعة» وعامل «التنشئة» يساهمان بشكل كبير –وفي كثير من الأحيان بحيث لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض– كانت هذه الآراء تعتبر ساذجة أو تجاوزها معظم علماء النماء البشري بحلول عام 2000.