يشمل تدبير فيروس عوز المناعة البشري/الإيدز عادةً استخدام عدة أدوية مضادة للفيروسات القهقرية سعيًا لضبط العدوى بالفيروس. هناك عدة أنماط من العوامل المضادة للفيروسات القهقرية التي تؤثر في مراحل مختلفة من دورة حياة الفيروس. يُعرف استخدام العقاقير المتعددة التي تعمل على أهداف فيروسية مختلفة بعلاج الفيروسات القهقرية عالي الفعالية (إتش إيه إيه آر تي). ينقص هذا النظام العلاجي من حدة العدوى الفيروسية، ويحافظ على وظيفة الجهاز المناعي، ويقي من العدوى الانتهازية التي تقود غالبًا إلى الوفاة، ويمنع انتقال فيروس عوز المناعة البشري بين الأزواج المتباينين مصليًا سواء كانا متماثلي الجنس أو من جنسين مختلفين طالما يحافظ الشريك المصاب بالفيروس على حمل فيروسي غير مقاس.
أبدى العلاج نسب نجاح مرتفعةً في أجزاء عديدة من العالم لتصبح عدوى الفيروس حالةً مزمنةً يكون بلوغ الإيدز فيها حدثًا نادرًا. كتب أنتوني فاوتشي رئيس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة: «نحن على مشارف جيل جديد خال من الإيدز نتيجة عملنا الجماعي وإجراءاتنا الحازمة ومع التزامنا التام لسنوات قادمة». أشار فاوتشي في ذات التصريح إلى أن ما يقارب 700,000 شخص نجوا من المرض في عام 2010 وحده نتيجة العلاج المضاد للفيروسات القهقرية. أشار تعقيب آخر في دورية ذا لانسيت إلى أن «الأطباء يسعون حاليًا لتدبير مرض يدوم عقودًا طويلة في غياب علاج شاف له بدلًا من التعامل مع الاختلاطات الحادة المهددة للحياة».
توصي وزارة الصحة والخدمات الأمريكية ومنظمة الصحة العالمية بإعطاء الدواء المضاد للفيروسات القهقرية لجميع المصابين بفيروس عوز المناعة البشري. تؤكد هاتان المنظمتان على أهمية إشراك المرضى في الخيارات العلاجية، وتوصيان بتحليل المخاطر والفوائد المحتملة بسبب تعقيد اختيار النظام العلاجي المناسب والالتزام به، علاوةً على أهمية أخذ الأدوية بانتظام للوقاية من المقاومة الفيروسية.
تعرف منظمة الصحة العالمية الصحة على أنها حالة تتجاوز غياب المرض. هذا ما دفع العديد من الباحثين لتكريس عملهم نحو زيادة فهم تأثيرات وصمة العار المرافقة لعدوى فيروس عوز المناعة البشري والعوائق التي تضعها أمام التداخلات العلاجية والطرق التي تسمح بتجاوز هذه العقبات.