فيروس نقص المناعة البشرية في الحمل هو وجود فيروس يسبب قصورًا في الجهاز المناعي لدى المرأة وهي حامل. يُعتبر فيروس نقص المناعة البشرية أثناء الحمل مصدر قلق لأن النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز قد ينقلنَ العدوى إلى أطفالهن أثناء الحمل، وأثناء الولادة والرضاعة الطبيعية. ومع ذلك، يمكن تقليل خطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من الأم إلى الطفل عن طريق علاج عدوى فيروس العوز المناعي البشري باستخدام العلاج بمضاد الفيروسات القهقرية.
يمكن أن يبدأ هذا العلاج «مدى الحياة» لدى النساء قبل الحمل وخلاله وبعده. بعد الولادة، يُعطى الدواء للأطفال مؤقتًا كإجراء وقائي لتقليل خطر الإصابة. نظرًا لأن فيروس نقص المناعة البشرية يمكن أن ينتقل أيضًا عبر حليب الأم، تُشجَّع الأمهات المصابات في الولايات المتحدة على تجنب الإرضاع الطبيعي.
ومع ذلك، في البلدان النامية مثل جنوب أفريقيا، حيث يكون خطر وفاة الرضيع المرتبط بتجنب الرضاعة الطبيعية الخالصة أعلى من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، تُشجَّع الرضاعة الطبيعية الخالصة عند الأم التي لديها حمولات فيروسية مكبوتة.
العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز لا يُعد مانعًا للحمل. يمكن أن تختار النساء المصابات بالمرض الحمل إذا رغبنَ في ذلك، ولكن يُشجَّعنَ على التحدث مع أطبائهن مسبقًا. بعض النساء يجهلن المرض حتى يصبحن حوامل. في هذه الحالة، يجب أن يبدأنَ العلاج المضاد للفيروسات القهقرية في أقرب وقت ممكن. مع العلاج المناسب، يمكن تقليل خطر نقل الإصابة من الأم إلى الطفل إلى أقل من 1%. بدون علاج، فإن خطر انتقال العدوى هو 15-45%.
هناك ما يقارب 1.4 مليون امرأة مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية تصبحن حوامل وتساهم في أكثر من 300,000 وفاة لحديثي الولادة والأجنة كل عام. مع استخدام العلاج بمضاد الفيروسات القهقرية، انخفض انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من الأم إلى الطفل وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية.
في عام 2009، كان هناك ما يقدَّر بنحو 400,000 طفل وُلِدوا مع فيروس نقص المناعة البشرية وبحلول عام 2013، كان هناك 240000. البلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هي الأكثر تضرراً من وباء فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز. في عام 2010، كان 30% من جميع حالات الحمل في المنطقة مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. في عام 2011، كان فيروس نقص المناعة البشرية مسؤولاً عن 50% من وفيات الأطفال دون سن الخامسة. في الولايات المتحدة، يولَد أقل من 200 طفل مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية كل عام.
اعتبارًا من عام 2015، أصبحت كوبا أول بلد في العالم يقضي تمامًا على انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من الأم إلى الطفل. في عام 2010، اشتركت منظمة الصحة العالمية مع منظمة الصحة للبلدان الأمريكية (بّاهو) لتنفيذ مبادرة من شأنها أن توفر اختبار فيروس نقص المناعة البشرية في مرحلة مبكرة قبل الولادة (رعاية قبل الولادة) لجميع النساء الحوامل في كوبا.
بالنسبة للنساء اللاتي أثبتن نتائج إيجابية، وُفّرَ لهنَّ العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية لكل من الأم والطفل، وأُجرِيت عمليات الولادة القيصرية، ووُفّرَت بدائل للرضاعة الطبيعية. نجحت الدولة في القضاء على انتقال فيروس نقص المناعة البشرية أثناء الحمل من خلال تنفيذ هذه التدابير.