البنجاب (بالبنجابية: ਪੁੰਜਾਬ، وبالهندية: पुंजाब، وبالأردية: پنجاب، وبالفارسية: پنجآب)() هي منطقة جيوسياسية وثقافية وتاريخية منقسمة بين دولتي الهند وباكستان، تقع شمال غرب شبه القارة الهندية وتعني اشتقاقيًا باللغة الفارسية «المياه الخمس» نسبًة إلى أنهار بياس ورافي وستلج وتشيناب وجيلوم؛ لمنطقة البنجاب تاريخ طويل وتراث ثقافي غني وسكانها يُعرفون بالبنجابيون ويتحدثون اللغة البنجابية ويستخدمون معياريًا لهجة ماجهي، الأديان الرئيسية في منطقة البنجاب هي السيخية والإسلام والهندوسية.
بدأ سكن البشر للبنجاب على طول الأنهار الخمسة، التي كانت طريقًا هامًا إلى الشرق الأدنى في حضارة وادي السند القديمة التي يعود تاريخها إلى 3000 قبل الميلاد، تلاها هجرات الشعوب الهندية الآرية من آسيا الوسطى إلى شبه القارة الهندية. الزراعة هي الركيزة الاقتصادية للبنجاب وأساس ثقافتها. أصبحت البنجاب خاصة بعد الثورة الخضراء في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، منطقة زراعة هامة بعد "سلة خبز الهند وباكستان".
تاريخ البنجاب مليء بالصراعات وظهور السلالات والممالك المحلية. نشأت الإمبراطورية الماورية عن طريق تحالف تشاندراغبت موريا مع جمهوريات البنجاب بعد غزو الإسكندر الأكبر في القرن الرابع قبل الميلاد. تبع ذلك حكم المملكة الهندية الإغريقية والإمبراطورية الكوشانية والسكثيون، الذي فقدوا السيطرة على المنطقة مع ظهور ممالك شرق البنجاب مثل ياوديا ومملكة تريغارتا وأودومباراس وأرجونايانا ومملكة كونيندا. غزا الهون البنجاب في القرنين الخامس والسادس الميلاديين، تلاها صعود سلالة فاردانا التي حكمت شمال الهند. ظهرت سلالة الشاهيين الهندوس في القرن الثامن الذين وصدوا طموح الدولة الصفارية والدولة السامانية في نفس الفترة التي ظهرت بها سلالتا تومارا وكاتوش في شرق البنجاب وقاوموا الغزوات الغزنوية لفترة ثم حكم الغزنويون البنجاب. انتشر الإسلام في غرب البنجاب تحت الحكم الغزنوي تلاه حكم سلطنة دلهي. ظهرت سلطنة لانغاه في جنوب البنجاب في القرن الخامس عشر وانتزعت السيرة على الجنوب من لودهيون. مرت البنجاب بفترة من الفوضى بعد سقوط سلطنة مغول الهند، التي اتخذت من من لاهور عاصمة لفترة من الزمن، في القرن الثامن عشر، إلى أن أسس مهراجا رانجيت سينغ إمبراطورية السيخ في 1799 م التي توسعت إلى حكم كشمير والأراضي التي كانت تحت حكم الدولة الدرانية.
تعد منطقة البنجاب الموطن الأصلي والمهد التاريخي الأم للسيخ حيث ولد فيها معلمهم الأول الغورو ناناك (مؤسس الديانة السيخية ومستوحي فكرتها من تعاليم الديانتين الإسلامية والهندوسية بحلول نهاية القرن الخامس عشر الميلادي)، وفيها أيضاً نشأ المعلمون التسعة بعد المعلم الأول ومن جاء بعدهم من الزعماء.