اكتشف أسرار الولايات الحدودية (الحرب الأهلية الأمريكية)

الولايات الحدودية (بالإنجليزية: Border States) تُعتبر ضمن سياق الحرب الأهلية الأميركية (1861-1865) من ولايات الرقيق التي لم تنفصل عن الاتحاد. تمثلت بولايات ديلاوير، وماريلند، وكنتاكي، وميزوري وبعد عام 1863 ولاية فرجينيا الغربية الجديدة. يحدها شمالًا الولايات الحرة للاتحاد، ويحدها جنوبًا (باستثناء ديلاوير) ولايات الرقيق التابعة للكونفدرالية.

من أصل الولايات الأمريكية البالغ عددها 34 ولاية عام 1861 ، 19 منها كانت ولايات حرة و15 ولاية رقيق متضمنةً الولايات الحدودية الأربعة؛ لم تعلن ديلاوير الانفصال أبدًا. مُنعت ميريلند بقوة من الانفصال من قبل النقابيين المحليين والقوات الاتحادية. شهدت الولايتان الأخريان، كنتاكي وميزوري قيام حكومات منافسة رغم أن أراضيهما ظلت في معظمها تحت سيطرة الاتحاد. ولم تعلن أربع ولايات أخرى الانفصال إلا بعد معركة فورت سمتر واعتُبرت لفترة وجيزة ولايات حدودية وهي: أركنساس وكارولينا الشمالية وتينيسي وفرجينياــ وبعدها قلّت تسمية هذه الولايات «ولايات حدودية». أيضًا من الولايات التي اعتُبرت ولاية حدودية أثناء الحرب هي ولاية فيرجينيا الغربية التي تشكلت من 50 مقاطعة في فرجينيا وأصبحت ولاية جديدة في الاتحاد في عام 1863.

في الحرب الأهلية في كنتاكي وميزوري، وُجِدت حكومة موالية للكونفدرالية وأخرى موالية للاتحاد. تشكلت فيرجينيا الغربية في 1862-1863 بعد أن قام وحدويو فرجينيا من المقاطعات الشمالية الغربية للولاية -التي احتلها جيش الاتحاد المكون من العديد من أنظمة فرجينيا الغربية المشكلة حديثًا- بإنشاء حكومة ولاية فرجينيا الموالية «المستعادة». اعترف لينكولن بهذه الحكومة وسمح لهم بتقسيم الولاية. كانت كنتاكي وميزوري قد تبنّيتا قوانين الانفصال من قِبَل حكومتيهما المواليتين للكونفدرالية (انظر حكومة كنتاكي الكونفدرالية وحكومة ميزوري الكونفدرالية) لكنهما لم تخضعا أبدًا للسيطرة الكونفدرالية الرسمية بالكامل رغم أن الجيوش الكونفدرالية دخلت بالفعل إلى تلك الولايات وسيطرت على أجزاء معينة منها.

وإلى جانب القتال الرسمي بين الجيوش النظامية، شهدت منطقة الحدود حرب عصابات واسعة النطاق والعديد من الغارات العنيفة والعداوات والاغتيالات. كان العنف على أشده في فرجينيا الغربية وشرق كنتاكي وغرب ميزوري. وكانت أكثر الأحداث دموية هي مذبحة لورانس في كنساس عام 1863 التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 150 من الرجال والفتيان المدنيين. وقد أُطلقت انتقامًا من غارة سابقة أصغر على ميزوري ارتكبها رجال وحدويون من كنساس.

لم يسرِ إعلان لينكولن للتحرير لعام 1863 على الولايات الحدودية. ومن ضمن الولايات المعفاة من الإعلان، ألغت ميريلند (1864) وميزوري وتينيسي (يناير 1865) وفيرجينيا الغربية (فبراير 1865) العبودية قبل انتهاء الحرب. بيد أن ديلاوير وكنتاكي لم تشهدا -رغم انخفاض الرق الكبير- إلغاء العبودية حتى ديسمبر 1865 عندما تم التصديق على التعديل الثالث عشر.

مع الاتصالات الجغرافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية لكل من الشمال والجنوب، كانت الولايات الحدودية عاملًا حاسمًا لنتائج الحرب. وماتزال تستخدم بترسيم الحدود الثقافية التي تفصل الشمال عن الجنوب. لم تشمل إعادة الإعمار، وفقًا لتوجيهات الكونغرس، الولايات الحدودية لأنها لم تنفصل قطّ عن الاتحاد. وقد خضعت بالفعل لعملية إعادة هيكلة وإعادة تنظيم سياسي بعد إقرار تعديلات تلغي الرق وتمنح المواطنة والحق في التصويت للمعتوقين. بعد عام 1880 سيطر الديمقراطيون البيض على معظم هذه الولايات القضائية وأصدروا قوانين لفرض نظام جيم كرو للفصل القانوني والمواطنة من الدرجة الثانية للسود. ومع ذلك، وعلى النقيض من الولايات الكونفدرالية، حُرم جميع السود تقريبًا من حق الاقتراع خلال النصف الأول إلى ثلثي القرن العشرين، ولأسباب متفاوتة حافظ السود على حق الاقتراع في الولايات الحدودية على الرغم من حركات التجريد من حق التصويت خلال مطلع القرن العشرين.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←