التجمع السكاني الاستيطاني اليهودي في فلسطين المحتلة، هو تجمع مهاجرين يهود أتوا من كل أنحاء العالم تحت رعاية المشروع الصهيوني، وهو، تأمين الأساس البشري لمشروع الوطن القومي اليهودي في فلسطين. ووصفها بنحاس سابير رئيس الوكالة اليهودية ووزير المالية الإسرائيلي الأسبق ب «أكسير الحياة». فالهجرة اليهودية تجدد الطاقة البشرية اللازمة ليطل الكيان الصهيوني قادرا على أداء دوره الوظيفي في خدمة مصالح ومخططات القوى الامبريالية التي خلقت هذا الكيان وقفت، ولا تزال تقف، وراءه. وقد دأبت المصادر الصهيونية على تسمية موجات الهجرة “عالياه” أي الصعود إلى جبل صهيون.
وقد استخدمت الحركة الصهيونية منذ البداية كل أساليب التضليل والترغيب والضغط لحمل اليهود على الهجرة إلى فلسطين، فروجت لأكذوبة “أبدية العداء للسامية”، وحاربت أي اتجاه يدعو لاندماج اليهود بالمجتمعات التي يعيشون فيها، ووجدت في حركات اضطهاد اليهود عونا لها على تحقيق برامجها، وتعاونت في ذلك مع الحركات العنصرية كلها، بما فيها النازية.