اكتشاف قوة صهيونية

الصِّهْيَوْنِيَّة (بالعبرية: ציונות) (بالإنجليزية: Zionism)، هي عقيدة (أيدولوجية) وحركة قومية إثنو-ثقافية ظهرت بين يهود شرق ووسط أوروبا أواخر القرن التاسع عشر، سعت لإنشاء دولة قومية خاصّة لهم باستعمار بلاد خارج اوروبا، تمخض عنها عام 1948 تأسيسها إثنوقراطية في فلسطين؛ المنطقة التي تماثل "أرض يعقوب" (إيريتس يسرائيل) ذات الأهمية الخاصّة في التاريخ اليهودي وأسميت الدولة الجديدة دولة إسرائيل، وأصبحت الصهيونية هي الأيدلوجية الوطنية لتلك الدولة التي تشكل فيها اليهودية كلاً من القومية والدين وحصرت حق تقرير المصير فيها للقومية اليهودية وحدها.

في ظل صعود القومية -التي ستعيد تشكيل أوروبا- أواخر القرن التاسع عشر وإصدام مركباتها العنصرية مع يهود إمبراطوريات شرق ووسط أوروبا الذين كانوا يعيشون كأقليات. يعاني معظم مجتمعاتهم الفقر والعداء ويتعرضون لهجمات عنيفة ومذابح منظمة، وفي ذلك السياق، نشأت إتجاهات داخل مجتمعات يهود شرق أوروبا مثل التمسك باليهودية الأرثوذكسية (الحاسيدية)، الهسكلة (الإندماج في المجتمع الاوروبي)، الصهيونية (صياغة هوية يهودية قومية)، الإحتفاء بالهوية الوطنية الإشتراكية (البوندييون) والهجرة للولايات المتحدة وأوروبا الغربية، وكانت الأيدولوجية الصهيونية تؤسس لهوية يهودية قومية؛ لم تنظر لليهود كمجموعة دينية أو إثنية، بل كقومية. ولم يكن الصهاينة متدينيين، ورأوا أنهم بهذه الهوية (القومية) لا مستقبل لهم في تلك البلاد؛ ورفضت اندماج اليهود في المجتمعات الأخرى كسبيل للتحرر من معاداة السامية والاضطهاد، ورأت أن السبيل الوحيد للنجاة والتحرر هو إنشاء والإنتقال إلى دولة قومية جديدة منفصلة لهم.

لم تكن أعداد المهاجرين اليهود المستجيبين لدعوات الصهيونية للهجرة لإنشاء دولة قومية صدى واسعاً مقارنة بالأعداد التي هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية مثلا، ورأى الصهاينة أن إنشاء دولة قومية لن يكون ممكنا في اوروبا. فكانت عدّة بقع جغرافية اقترحت في كتابات الصهاينة لإنشاء هذه الدولة إستعمارياً، من ضمنها الأرجنتين وفلسطين، وبعد فترة اضحى واضحا في الرواية القومية للصهيانة تناسب الدعوة للهجرة إلى أرض فلسطين مع الأحداث التوراتية، وأنها ستكون -قومياً- أرض الآباء والأجداد (إيريتس يسرائيل) وأن الهجرة إليها هو عكس للظلم الذي وقع عليهم في الشتات، فطلب قادة الحركة الصهيونية بإنشاء دولة منشودة في فلسطين والتي كانت ضمن أراضي الدولة العثمانية. ارتبطت الحركة الصهيونية الحديثة بشخصية اليهودي النمساوي هرتزل الذي يعد الداعية الأول للفكر الصهيوني الحديث والذي تقوم على آرائه الحركة الصهيونية في العالم وبعد تأسيس دولة إسرائيل عام 1948م أخذت الحركة الصهيونية على عاتقها توفير الدعم المالي والمعنوي لدولة إسرائيل وقد عقد أول مؤتمر للحركة الصهيونية في بازل بسويسرا ليتم تطبيق الصهيونية بشكل عملي على فلسطين فعملت على تسهيل الهجرة اليهودية ودعم المشاريع الاقتصادية اليهودية.

يرى أنصار الصهيونية أنها حركة تحرير وطنية لإعادة شعب مضطهد مقيم كأقليات في مجموعة متنوعة من الدول إلى وطن أجداده، وقد ساهمت محرقة الهولوكوست في إقناع اليهود بأفكار الحركة الصهيونية كثيرًا بدعوي المظلومية ودافعًا كبيرًا للهجرة والقتال لإقامة دولتهم اليهودية في فلسطين. بينما يرى منتقدو الصهيونية أنها أيديولوجية استعمارية عنصرية واستثنائية قادت أتباعها إلى استخدام العنف خلال الانتداب البريطاني على فلسطين، وتسببت في نزوح العديد من الفلسطينيين، ثم إنكار حقهم في العودة إلى أراضيهم وممتلكاتهم المفقودة خلال حربي 1948 و1967.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←