إتقان موضوع المياه في السودان

تشكّل الصحاري ما يقارب نصف مساحة دولة السودان، حيث تُعاني نسبة كبيرة من السكان من النقص في مياه الشُرب النَظيفة، بِالإضافة إلى قلّة وجود مَصادر فعّالة للإستخدام الزراعي. أدّى مُرور نهر النيل في الجزء الشرقِيّ من السودان إلى وُجود مناطق تَمتلك مصادر مائيّة ثَريّة، ولكنَّ هذا مغايرٌ للواقع في المناطق الغربية من الدَولة؛ حيث يَعتمد سُكّان تلك المناطق على الوُديان التي تَحتوي على آبار موسمية تميلُ للجَفاف في غالبية الأوقات. أدّت هذه الاختلالات في توازن توفُّر المصادِر المائيّة إلى عِدّة مَشاكل، بِالإضافة إلى حُصول نِزاعات حول المصادر المائيّة. في ظل مَحدوديّة المُنشآت التخزينيّة، تَوجّهت العديد من المُنظَمات والجماعات المحلية إلى إنشاء السدود المؤقّتة والخزّانات، ما يُساعد في استقرار المُجتمعات الزراعية. يقوم المزارعون أيضاً باستخدام خزّانات لحصد مياه الأمطارلتَخزين مياه الأمطار التي تسقُطُ في المواسم المُمطرة، لكن ذلك لا يُلغي حقيقة أنَّ المياه الجوفية تُشكل مصدراً رئيسياً ومفصلياً لما يقارب 80% من المواطنين السودانيين. أدّى عدم الاستقرار السياسي المُستمر مُنذ عدّة عقود إلى أوضاع سيئة بالإضافة إلى إحباط الكثير من المشاريع ومُحاولات الإغاثة، لكن يد العون تشقُّ طريقها بطريقةً أو بأُخرى. في السنوات الأخيرة، تم تطبيق عدّة مشاريع لتطوير البُنى التحتية المتعلقة بالمياه، وتنوّعت مَصادر الدعم لهذه المشاريع بين المَحلية والدُولية.

تقع دارفور في منطقة جافة غربيّ السودان، حيث أن شُحّ المصادر المائيّة أمرٌ منتشرٌ بكثرة. هناك زيادة واضحة في الحِمل والضغط على البنى التحتية والمصادر المائيّة الحَضَرية، وذلك نتيجةً للزيادة الحديثة في التعداد السُكّاني. يواجه السُكّان حالياً صعوبات أكبر في الوصول إلى مياه صالحة للاستخدام، خصوصاً أصحاب المواشي. يُمضي النساءُ والأطفال، خصوصاً الفتيات، العديدَ من الساعات سنوياً مشياً على الأقدام بهدف الوصول إلى مصدر مائي نظيف، ما يُؤدي إلى الإهمال في تربية الأطفال وتعليمهم. يتمُّ الحُصول على المياه من البحيرات، المستنقعات، الخنادق، أو الآبار المحفورة يدويا، ولكن تتمثل مشكلة هذه المصادر بأنّها غالباً ما تكون ملوّثةً بالبكتيريا المسببة للأمراض. تزدَهر العديد من المناطق بالأمطار والمحاصيل الزراعية خلال المواسم الرَطبة، إلّا أنَّ العديد من العائِلات تُجبَر على قطع رحلات طويلة بهدف إيجاد مصدر مائي أو حتى بهدف الانتقال هرباً من المواسم الجافّة.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←