المجاعة في الهند لقد كانت المجاعة من سمات الحياة في شبه القارة الهندية، التي تشمل بلدان الهند وباكستان وبنغلادش خلال الحكم البريطاني. أدت المجاعات في الهند إلى مقتل أكثر من 60 مليون شخص في القرن الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين. كانت المجاعات بالغة القسوة في بلاد الهند البريطانية وكان لها تأثيرات بعيدة المدى في البلاد في القرنين التاسع عشر والعشرين.
تعتمد الزراعة الهندية اعتمادًا كبيرًا على المناخ، فالرياح الموسمية الجنوبية الغربية تشكل أهمية كبيرة في توفير المياه لري المحاصيل. وقد أدى الجفاف مع فشل السياسات دوريًا إلى مجاعات كبرى في الهند، متضمنةً مجاعة البنغال عام 1770، ومجاعة شاليسا، ودوجي بارا، والمجاعات الكبرى بين عامي 1876- 1878، ومجاعة البنغال عام 1943. أشار بعض المعلقين إلى تقاعس الحكومة البريطانية عاملًا مساهمًا بشدة في المجاعة حين كانت الهند تحت الحكم البريطاني. لم تحدث أي مجاعات في الهند منذ عام 1943، باستثناء المجاعة البنغالية المرتبطة بتعقيدات الحرب العالمية الثانية. حددت قوانين المجاعة الهندية عام 1883 تحسين النقل والتبادل بعد الاستقلال تعزيزًا للمساعدة في المجاعة. كان العمال الزراعيون والريفيون والحرفيون الضحايا التقليديين للمجاعات الهندية. يتأثر المزارعون أيضًا في ظل ظروف المجاعات. ولم تفيد السكك الحديدية التي بُنيت لتحقيق الأهداف التجارية ولتصدير الحبوب الغذائية وغيرها من المواد الزراعية إلا في الظروف الاقتصادية الحرجة التي مرت بها البلدان أوقات المجاعات. مع ذلك، بحلول القرن العشرين، ساعد امتداد السكك الحديدية على يد البريطانيين في وضع حد للمجاعات الهائلة في أوقات السلم.
كانت المجاعة الأخيرة الكبرى هي مجاعة البنغال عام 1943. وقعت مجاعة في ولاية بيهار في يناير عام 1966 على نطاق أصغر بكثير، حيث توفرت المساعدات الداخلية وكانت الوفيات أقل نسبيًا. يُعد جفاف ماهاراشترا 1970-1973 مثالًا استخدمت فيه عمليات ناجحة لمنع المجاعة. تمتلك الهند ربع من يعانون نقص التغذية في العالم، ما يجعلها محورًا رئيسيًا للتركيز على معالجة الجوع على نطاق عالمي. ففي العقدين الماضيين تضاعف نصيب الفرد من الدخل إلى أكثر من ثلاثة أضعاف، لكن الحد الأدنى من الغذاء قد انخفض.