اللغة السبئية: هي فرع أو لهجة من العربية الجنوبية القديمة، وتعود أقدم النقوش المسندية التي توثق هذه اللغة إلى القرن الثامن قبل الميلاد. الأبحاث الحديثة تجعل لغات جنوب الجزيرة العربية (السبئية، القتبانية، المذابية - المعينية) فرعًا ثالثًا من السامية الوسطى باستثناء اللغة الحضرمية المختلفة نوعًا ما، جنبًا إلى جنب مع العربية الشمالية القديمة (التيمائية، الثمودية، الصفائية)، والسامية الشمالية الغربية (الكنعانية، الآرامية، والأوغاريتية).
الأبحاث القديمة في القرن التاسع عشر جعلت لغات جنوب الجزيرة العربية القديمة من ضمن اللغات السامية الجنوبية.إلا أن حاليًا اصبح تصنيف اللغة السبئية ضمن السامية الوسطى معتمدًا في الأوساط العلمية العالمية، لا جدال فيه.ومع ذلك، فقد خرج لنا العالم الألماني الشهير "نوربرت نيبس"، بتصنيف جديد في عام 2001، وهو تضمين السبئية إلى السامية الشمالية الغربية. ووفقاً لإطروحته، فإن السبئية مرتبطة وراثيًا بشكل أوثق باللغات السامية الشمالية الغربية مقارنة باللغات الثلاث الأخرى (االقتبانية، الحضرمية، المعينية)، ويعتقد أن أسلاف السبئيون هاجروا من سوريا وفلسطين، واستقروا في جنوب شبه الجزيرة العربية في القرون الأخيرة من الألفية الثانية قبل الميلاد، بينما أسلاف المعينيون والقتبانيون هاجروا حوالي القرن السادس عشر قبل الميلاد. لاحقاً العالم الألماني "بيتر شتاين" قدم عدة أدلة تفصيلية تبين تباين السبئية مع اللغات (القتبانية، المعينية)، وتَّجانُس السبئية وتَمَاثُلها مع اللغات السامية الشمالية الغربية، وفي وصف هؤلاء العلماء أن السبئية هي الأحدث والأكثر ابتكارًا بين اللغات السامية الوسطى، والتي استقرت على طبقة لغات جنوبية قديمة محافظة على السمات اللغوية القديمة للسامية الوسطى والسامية-البدائية. لقى طرح "نوربرت نيبس" و"شتاين" قبولاً في أوساط اللسانيين مما جعل التصنيفات الداخلية للغات السامية الوسطى غير مستقرة حتى الآن.
مسألة تصنيف اللغة السبئية ضمن العربية الجنوبية القديمة أو السامية الشمالية الغربية، لا زالت موضع نقاش بين المختصين في التصنيفات داخل السامية الوسطى. وسبب ذلك يعود إلى أن السبئية هي الأكثر نضوجاً ولديها مشتركات واضحة ومتطورة عن العربية الجنوبية القديمة والسامية الشمالية الغربية.