خط المُسنَد (): هو نظام كتابة أبجدي قديم للغات سامية منقرضة، وقد تفرع هذا الخط عن الأبجدية الكنعانية/السينائية الأولية. المسند منتشر طوال الألفية الأولى قبل الميلاد في مناطق شاسعة من حوران إلى رملة السبعتين، ومن غرب العراق إلى دلتا مصر. ينقسم المسند إلى فرعين رئيسة، أولاً: "المسند العربي الجنوبي"، وقد تطور هذا الخط في جنوب الجزيرة العربية (التي تغطي معظم الجمهورية اليمنية اليوم، وأجزاء من عُمان وجنوب السعودية)، حيث كُتبت به اللغات "العربية الجنوبية القديمة" (بلهجاتها: السبئية والقتبانية والحضرمية والمعينية والأحسائية)؛ ولاحقاً اشتقت منه حروف الجِعز المستعملة في إثيوبيا و إريتريا حتى اليوم. وأقدم شواهد معروفة لخط المسند هي تلك التي عثر عليها في كسرات فخارية مكتشفة في منطقة ريبون في حضرموت، وقدر تاريخها بأواخر الألفية الثانية قبل الميلاد.
القسم الآخر وهو"المسند العربي الشمالي"، نشأ من هذا الخط أربعة فروع كُتبت بها نقوش اللغة العربية الشمالية، وهي اللحيانية - الديدانيّة في شمال شبه الجزيرة العربية، والثموديّة والصفائية في الشام وشمال شبه الجزيرة العربية، والأحسائية في شرق شبه الجزيرة العربية، وكتابات الفاو في وادي الدواسر إلى الشمال الشرقي من نجران، وتشمل هذه المجموعات الخمس - وهي محل خلافٍ بين الباحثين في تصنيف لغتها وخطوطها وتاريخها - زمنياً أقدمها الخط المسمى اصطلاحاً "الثمودي - ب" والذي نشأ في بداية الألفية الأولى قبل الميلاد، وتستمر تلك الخطوط إلى القرن الرابع الميلادي تقريباً.
خط الزبور
كما كان من المسند نوع يكتب بخط ليّن (يمكن تشبيهه بالحروف الصغيرة في الإنجليزية) سمي خط الزبور وكان استعماله بالتوازي مع خط المسند، عثر على أرشيف من مئات النقوش مكتوبة بهذا الخط في نشّان بالإضافة إلى نماذج في مليحة في الإمارات. وبعد قدوم الإسلام طغت اللغة العربية والخط العربي على كافة أرجاء شبه الجزيرة العربية.