يستخدم الاقتصاديون مصطلح «العولمة الأولى» لوصف أول أكبر فترة من عولمة التجارة والتمويل، والتي حدثت بين عامي 1870 و1914. بدأت «العولمة الثانية» في عام 1944 وانتهت في عام 1971. أدى ذلك إلى الحقبة الثالثة من العولمة التي بدأت في عام 1989 وتستمر حتى يومنا هذا.
تمثل الفترة بين عامي 1870 و1914 ذروة العولمة في القرن التاسع عشر. تتسم العولمة الأولى بزيادة عمليات نقل البضائع والأشخاص والمال والعمالة بين القارات وضمنها. من ناحية ثانية، لا تتعلق العولمة فقط بحركة السلع أو عوامل الإنتاج. تشمل العولمة الأولى أيضًا النقل التكنولوجي وظهور التعاون العلمي والثقافي الدولي. كان المعرض العالمي في عام 1876 في فيلاديلفيا أول معرض لا يقام في أوروبا. بدأت الألعاب الأولمبية في عام 1896. مُنحت جوائز نوبل الأولى في عام 1901.
تطورت التجارة الدولية لعدة أسباب. ارتبطت التحسينات التكنولوجية المستمرة واستخدامها المتزايد بانخفاض أسعار الشحن الدولية. خفض تطور السكك الحديدية من تكاليف وسائل النقل، مما أدى إلى الهجرة الكبيرة داخل أوروبا ومن العالم القديم إلى العالم الجديد. جعلت القاعدة الذهبية استقرار التبادل التجاري وزيادة الثقة بالتجارة ممكنين. عزز السلام بين القوى الكبرى إلى جانب انخفاض الحواجز التجارية من التجارة.
تُعرف الفترة بين عامي 1870-1914 بأنها فترة عدم التدخل، وبالتالي فإن السياسات القائمة في الغالب هي سياسات ليبرالية دولية. من ناحية ثانية، تفتقر السياسات التجارية إلى المعاملة بالمثل (التبادلية).
شهدت هذه الفترة أزمات مالية مشابهة لتلك في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، وترتبط نهاية العولمة الأولى مع انهيار التجارة الدولية عند بداية الحرب العالمية الأولى.