شملت الدبلوماسية خلال الحرب الأهلية الأمريكية العلاقات بين الولايات المتحدة والولايات الكونفدرالية المتحدة كلّ على حدة مع القوى العالمية الكُبرى خلال فترة الحرب الأهلية الأمريكية بين الأعوام 1861-1865. منعت الولايات المتحدة الدول الأخرى من الاعتراف بالولايات الكونفدرالية كدولة. كانت الكونفدرالية تأمل بشكل رئيسي من بريطانيا وفرنسا خوض الحرب إلى جانبها لتأمين إمداداتهما من القطن، ولإضعاف خصمها ذي القوة المتزايدة. بقيت جميع الدول رسميّاً على الحياد طوال الحرب، ولم تعترف أيّ دولة بالكونفدرالية رسميّاً.
أقرّت جميع الدول الكبرى أن الكونفدرالية الأمريكية لها حقوق محددة كطرف منظّم مشترِك في الحرب. استغلّت بعض الدول ظرف الحرب الأهلية الأمريكية لصالحها. استعادت إسبانيا سيطرتها على مستعمرة جمهورية الدومينيكان التي خسرتها سابقاً، والتي خسرتها مرة أخرى في العام 1856. أما الحرب الأكثر خطورةً فكانت من جهة فرنسا، تحت حُكم الإمبراطور نابليون الثالث، والتي سعت لتنصيب ماكسيميليان الأول كحاكم دمية على المكسيك، أملاً في وضع حدّ للنفوذ الأمريكي. لهذا السبب، شجعت فرنسا بريطانيا على الانضمام إليها في سياسة الوساطة، مقترحةً فكرة أن تعترف الدولتان بالكونفدرالية. حذّر لينكولن مراراً أن أيّ اعترافٍ بالكونفدرالية سيكون بمثابة إعلان حرب. اعتمدت صناعة النسيج البريطانية على القطن الوارد من الجنوب، وعلى كل حال، فمخزون بريطانيا في ذلك الوقت كان كافياً لإبقاء المطاحن تعمل لمدة عام كامل؛ ولم يكن للصناعيين والعمال ذلك التأثير الذي يُذكر في السياسة البريطانية. انطلاقاً من عِلم بريطانيا المسبق بأن نشوب حرب سيقطع إمداداتها من الأغذية القادمة من أمريكا، وسيُوقِع الفوضى في الأسطول التجاري البريطاني، ويسبّب خسارة مباشرةً لمستعمراتها في كندا، رفضت بريطانيا ذات البحرية الملكية القوية دخول الحرب إلى جانب فرنسا.
يشدّد المؤرخون على أن التحركات الدبلوماسية مِن طرف ولايات الاتحاد أثبتت كفاءتها على وجه العموم، إذ اضطلعَ خبراء الدبلوماسية بتناول عدة أزمات. صحيح أن القادة البريطانيين كانوا يُضمرون بعض التعاطف مع الولايات الكونفدرالية، ولكنهم لم يكونوا على استعداد للمخاطرة بخوض حرب مع ولايات الاتحاد. اتخذت فرنسا موقفاً متعاطفاً أكثر مع الولايات الكونفدرالية، ولكنها كانت تحت تهديد بروسيا ولم تجرؤ على الإتيان بموقف عسكري دون التعاون البريطاني الكامل. في الطرف المقابل، كان دبلوماسيّو ولايات الكونفدرالية غير كفؤين، أو كما عبّر عن ذلك أحد المؤرّخين: «لا يأتي الدبلوماسيون المختارون بسوءٍ سوى بدبلوماسية خرقاء». أدّت بلدان أخرى أدواراً ثانوية. عرضت روسيا تقديم دعمها لولايات الاتحاد، ولكن أهمية هذا العرض مبالغٌ فيها عادةً.