الحملة الثانية لعلي على الشام هو مصطلح إستشراقي يطلَق على المحاولة التي وُصِفَت بأنها كانت لإعادة تنظيم حملة عسكرية من قِبَل علي بن أبي طالب، الذي يُشار إليه في عموم روايات فرق أهل السنة والجماعة بوصفه خليفة راشد بين سنتي 656م الى 661م، ويُصوّره الفريق الشيعي كـالإمام الأول. ذلك بعد معركة صفين سنة 657م، والتي لم تُفضِ إلى نتيجة حاسمة ضد معاوية بن أبي سفيان، والي الشام حينها، والذي كان قد رفض خلع نفسه بطلب من علي، مما مهّد لما يُعدّه بعضهم بدايةً لشرخ سياسي عميق.
فبعد تلك الواقعة، جرت وقائع معركة النهروان سنة 658، حيث قُمِع تمرد الخوارج المنشقة، لكن القوّة العسكرية في العراق الأسفل، والتي كانت ركيزة علي، تفكّكت بسبب نكوص زعماء القبائل وركونهم لما عدّوه "سِلمًا باردا" مع أهل الشام. ومذّاك، لم يكن في وُسع علي إلا أن يدفع بالغُرماء لدحر سرايا الغارات التي كان ترسل من دمشق لزعزعة أمان حواضر العراق.
وفي سنة 658 أيضًا، فَقَد علي مصر، حيث آل أمرها لمعاوية، فازداد حصاره الجيوسياسي. ثم أعقب ذلك غزو بسر بن أبي أرطاة سنة 661، والذي أشعل استياءً عامًا بين أهل العراق، فحُدّث عن تعبئة واسعة لغزو مرتقب أواخر الشتاء.
لكن تلك التعبئة لم تكتمل، إذ اغتيل علي صبيحة يوم 26 يناير 661، على يد عبد الرحمن بن ملجم المدحجي -الذي انشق عن جماعة علي بعد التحكيم في صفين-، وهو في محراب مسجد الكوفة حين أدائه لصلاة الفجر. وقد كان ذلك الحدث، بحسب ما تواتر، منعطفًا مكّن لمعاوية لاحقًا من تثبيت حكمه وتأسيس الدولة الأموية في الشام التي تطورت لاحقا واصبحت أكبر إمبراطورية عربية في التاريخ.