تشمل التجارة الاسكتلندية في أوائل العصر الحديث جميع أشكال التبادل الاقتصادي داخل اسكتلندا وبين الريف والمراكز الواقعة خارج حدودها، في الفترة بين أوائل القرن السادس عشر وأواسط القرن الثامن عشر. تتوافق هذه الفترة تقريبًا مع مستهل العصر الحديث، بدءًا من عصر النهضة والإصلاح وانتهاءً بأخر انتفاضات اليعاقبة وبداية الثورة الصناعية.
في بداية هذه الفترة كانت اسكتلندا تندرج تحت قائمة البلدان الفقيرة نسبيًا، في ظل تضاريس صعبة وشح في وسائل النقل. مترافقة بحركة تجارية ضعيفة بين مناطق مختلفة من البلاد وكانت معظم المستوطنات تعتمد على ما يُنتج محليًا. اتبعت التجارة الدولية طريقة العصور الوسطى، بتصدير المواد الخام واستيراد السلع الفاخرة والمواد الخام النادرة. شهد مطلع القرن السادس عشر ازدهارًا اقتصاديًا من مستوى متدنِ وذلك قبل الغزوات الإنجليزية لاسكتلندا في أربعينيات القرن السادس عشر. أما أواخر القرن السادس عشر فقد شهدت ضائقة اقتصادية وتضخمًا ومجاعة، إلا أنها شهدت أيضًا قدرًا أكبر من الاستقرار وبدايات الإنتاج الصناعي بالتوازي مع استيراد تقنيات جديدة إلى البلاد. أما الفترة الواقعة ما بين أوائل القرن السابع عشر وحتى نهاية الثلاثينيات منه، فقد شهدت ازدهارًا اقتصاديًا أعقبه اضطرابات ناجمة عن حروب الأساقفة وسلسلة الحروب الأهلية الإنجليزية والغزو والاحتلال الإنجليزيين.
بعد استعادة الملكية لاسكتلندا، كان هناك انتعاش في التجارة، خاصة إلى إنجلترا ومع الأمريكيتين، وذلك بالرغم من مشاكل التعريفات الجمركية. وانتهت محاولات إنشاء مستعمرة اسكتلندية في أمريكا الوسطى كجزء من مشروع دارين بكارثة في تسعينيات القرن السابع عشر. بعد الاتحاد مع إنجلترا في عام 1707، استمرت تجارة الماشية وإنتاج الفحم في التنامي وتصدر الكتان المجال الرئيسي للإنتاج الصناعي. وكانت هناك تجارة متنامية مع الأمريكيتين، أثمر عنها تشكيل لوردات التبغ في مدينة غلاسكو (وهم مجموعة تجار من مدينة غلاسكو حققوا ثروات هائلة عن طريق تجارة التبغ من مملكة بريطانيا العظمى)، وتجارة السكر والرُّم في مدينة غرينوك، بينما تخصصت مدينة بيزلي بصناعة الملابس. كان هناك أيضًا تطوير للمؤسسات المالية، بما في ذلك بنك اسكتلندا والبنك الملكي الإسكتلندي وشركة الكتان البريطانية، وتحسين وتطوير في الطرُقات، وقد ساعد كلاهما في تسهيل الثورة الصناعية التي كان من شأنها أن تتسارع في أواخر القرن الثامن عشر.