الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والمعروف اختصاراً باسم الائتلاف الوطني السوري، أو أحياناً الائتلاف الوطني الثوري السوري، هو كيان سياسي تأسس في الدوحة، قطر، في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، خلال الحرب الأهلية السورية، في محاولة لتوحيد مختلف الحركات المعارضة لنظام حزب البعث بقيادة بشار الأسد.
اعترفت عدة دول أعضاء في الأمم المتحدة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، بهذا الائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري. وضمّ في مرحلة ما المجلس الوطني السوري، وهو تحالف معارض آخر كان قد حصل سابقاً على اعتراف دبلوماسي.
ظلّ مقر الائتلاف خارج سوريا حتى أواخر عام 2024. وعلى الرغم من أنه أقام اتصالات مع الجيش السوري الحر، وحاول في مرحلة معينة مراقبته من خلال المجلس العسكري الأعلى، إلا أن الائتلاف عانى في بداياته من ضعف الحضور الميداني داخل سوريا، ومن الانقسامات الداخلية، والتنافس بين القوى الإقليمية للسيطرة عليه. وقد كان في البداية منقسماً بين تيارات مقربة من قطر وأخرى من السعودية، قبل أن يصبح لاحقاً خاضعاً في الغالب لتأثير تركيا.
في 18 مارس/آذار 2013، أسس الائتلاف الحكومة السورية المؤقتة، التي مارست لاحقاً سلطتها في المناطق الواقعة تحت النفوذ التركي في شمال سوريا.
شارك الائتلاف في محاولات التفاوض مع النظام ضمن إطار عملية السلام السورية. وفي عام 2014، انسحب المجلس الوطني السوري، الذي كان يُعد الكتلة الأكبر داخل الائتلاف، احتجاجاً على قرار المشاركة في مؤتمر جنيف 2 بشأن سوريا. شارك الائتلاف لاحقاً في هيئة التفاوض السورية، وكان له ممثلون في اللجنة الدستورية السورية. ومع تعثر الحل السياسي واستمرار حالة الجمود في الحرب، فقد الائتلاف الكثير من نفوذه، وأصبح يُنظر إليه إلى حد كبير كأداة للتأثير التركي في سوريا. فقد الدعم الأمريكي في عام 2019، وسحبت جامعة الدول العربية اعترافها به في عام 2023.
وفي أواخر عام 2024، وبعد سقوط نظام الأسد، انتقل مقر الائتلاف من إسطنبول إلى دمشق. وفي فبراير/شباط 2025، أعلن الائتلاف تأييده للسلطات الجديدة بقيادة أحمد الشرع، وصرّح بنيّته حلّ نفسه والاندماج في الإدارة السورية الجديدة.