كانت الأمومة في فترة الحرب الأهلية الإسبانية مفهومًا سياسيًا يدور حول فكرة مشاركة المرأة في مساندة الدولة. وقد حدث الامتزاج بين تعاريف الأمومة والأنوثة في إسبانيا قبل الحرب الأهلية بفترة طويلة، مع تحديد دور المرأة واقتصار عملها في حدود المنزل؛ وذلك كجزء من الحتمية البيولوجية التي تدعمها المؤسسات الذكورية في إسبانيا، مثل الحكومة والكنيسة الكاثوليكية.
وقد نُوقش دور الأمومة فيما يخص تعليم المرأة. فاحتج أنصار اليسار بأهمية تعليم المرأة في سبيل تحرير النساء، بينما احتج أنصار اليمين بأهميته في إعداد الفتيات والشابات ليصبحن أمهات. لم يتغير الكثير خلال «دكتاتورية بريمو دي ريفيرا» سوى أن الحتمية البيولوجية أصبحت أكثر قوة وشيوعًا.
سمحت الجمهورية الإسبانية الثانية للنساء بدخول المجال العام بشكل رسمي، كذلك أتاحت لهن عددًا من الحقوق لأول مرة مثل الحق في التصويت والطلاق وتلقي التعليم العالي. أصبح مفهوم الأمومة أكثر تعلقًا بالسياسة، وفي بعض الأوساط قوبلت النساء والأمهات غير المطابقات للأنماط الجنسانية بمزيد من العداء. اعتبر القوميون الحقوق التي اكتسبتها المرأة تدهورًا لإسبانيا؛ الأمر الذي قد يترتب عليه تدمير الأسرة الإسبانية. أُنشئت منظمات تدعم التعريفات التقليدية للأمومة، وزاد العنف العام ضد النساء والأمهات المدافعات عن العمال المضربين.
شهدت الحرب الأهلية الإسبانية تعريفات للأمومة أكثر تعلقًا بالسياسية، ولكن مع ذلك ظلت ذات طابع تقليدي؛ باعتبارها الأنوثة وصفًا للأمومة. قد تظل حياة الأمهات في المناطق الريفية بعيدة عن السياسة إلى حد كبير، ولكن شهدت بعض المناطق أيضًا اضطرابًا في بنية الأسرة، إذ أخليت المنازل من الرجال، أو كان على من بقي فيها أن يكون أقل ذكوريةً لضمان النجاة. كذلك شهدت تلك الفترة عدم الالتزام بالأدوار الجنسانية، فقد ذهبت العديد من النساء إلى الجبهة، واضطرت العديد من الأمهات للعمل خارج المنزل لخدمة جنود الحرب.
كانت نهاية الحرب إيذانًا ببدء عهد إسبانيا الفرانكوية، وإيذانًا بعودة الأمومة التي كانت تتمحور حول الكاثوليكية الإسبانية التقليدية؛ مدعومة بسلسلة من القوانين جعلت النساء تحت وصاية آبائهن وأزواجهن. وقد أصبح تعليم الفتيات والنساء يتمحور مرة أخرى حول الحفاظ على بيت الزوجية وحول جعلهن أمهات صالحات.