كانت الأمومة في إسبانيا الفرانكوية هي التعريف الوحيد للمرأة. إذ كانت مهمة بالنسبة للدولة لأن مفهوم تحسين النسل الهسباني كان يعد أجسام النساء ملكًا للدولة. دعت الحاجة لإعادة بناء إسبانيا من خلال خلق نسل من الناس يتماشى مع الأخلاق الكاثوليكية السائدة في تلك الفترة. ثم سن النظام قوانين عديدة لفرض رؤيته للأمومة. التي لم تبدأ بالتراخي حتى أواخر الخمسينيات، وقد واجهت تغييرات جذرية في فترة ما بعد فرانكو.
تمحورت حياة النساء اليومية حول المنزل، إذ كانت مقيدة قانونًا إلى حد كبير. ما جعل العديد من النساء معزولات اجتماعيًا، خاصةً إذا أجبرن على الهجرة الداخلية نتيجة لأسباب اقتصادية. حتى أواخر الستينيات على الأقل كانت الحياة المنزلية صعبة، فقد كانت معظم الأسر تفتقر إلى الثلاجات وأجهزة التلفاز والسيارات. فكانت وفاة فرانكو هي الحل الوحيد لجعل النساء يتحررن من القيد المنزلي.
كان الإجهاض ووسائل منع الحمل أمورًا غير قانونية. ما يعني أن قلة من النساء استطعن السيطرة بشكل كامل على أنظمتهن التناسلية، وغالبًا ما كانت تحدث حالات الحمل غير مرغوب بها. حتى أن النساء اللواتي لم ترغبن في خوض تجربة الأمومة أو خضعن للإجهاض، انتهى الأمر بهن في السجن، وقد استمرت هذه السياسة إلى نهاية الفترة الانتقالية الديمقراطية تقريبًا.
كثير من السجينات كن أمهات، وسمح لمعظمهن برعاية أطفالهن حتى سن الثالثة، قبل أن تنتقل رعايتهم إلى الدولة، حيث لقن الأطفال أيديولوجياتها. اختطفت الدولة الكثير من أطفال السجينات الحوامل، وغُيرت أسماء هؤلاء الأطفال، ووضعوا في منازل أشخاص موالين للنظام.
حظيت الأمهات في المنفى بدعم من اتحاد النساء الإسبانيات. لكن النسويات لم يعالجن المسألة الأساسية وهي نظرة النظام للنساء على أنهن أمهات فقط أثناء الفترة الفرانكوية. ولم يبدأ تحدي هذا المفهوم إلا بعد وفاة فرانكو في عام 1975.