حق النساء في التصويت خلال فترة الجمهورية الإسبانية الثانية، وهو حق تحقق نتيجةً للجهود المبذولة منذ منتصف القرن التاسع عشر. أُجبر كل من النساء والرجال المنادون بحق التصويت العام على مقاومة الأهداف النسوية السابقة؛ التي أولت الأهداف الاجتماعية والسياسية أولوية عليا، بما في ذلك حق الوصول إلى التعليم وحق النساء في التصويت والمساواة في الأجور. تركّز الاهتمام على قضية التصويت بالتزامن مع تطور الطبقة الوسطى وحصول النساء على المزيد من الفرص في التعليم؛ إلا أن هذا الأمر كان مرتبطًا ببعض الفلسفات الأيديولوجية المحددة، إذ لم يرتبط بحركة واسعة منادية بتحرير المرأة في أوساط الطبقة العاملة.
بُذلت العديد من المساع لمنح النساء الحق في التصويت بين عامي 1877 و1930. مُنحت النساء الحق في التصويت لمدة عامين (1924-1926) خلال فترة حكم بريمو دي ريفيرا الديكتاتوري؛ إلا أنهن لم يستطعن التصويت فعليًا بسبب تحويل الكونغرس المُنتخب إلى حكومة مُعيّنة، وبالتالي لم تجر أي انتخابات في تلك الفترة. جرت مجموعة من المحاولات التي سعت إلى إعطاء المرأة حقها في التصويت في عام 1877 و1907 و1908 و1918، إلا أن جميعها باءت بالفشل. وعلى الرغم من ذلك، أثبت كل من مرسوم بريمو دي ريفيرا الملكي والحجج المطروحة في تلك الفترة تأثيرهما الفعال خلال الفترة القادمة.
مُنحت النساء الحرية الكاملة خلال فترة الجمهورية الثانية، بما في ذلك حصولهن على الحق في التصويت بتاريخ 1 أكتوبر من عام 1931؛ إلا أن النساء لم تتمكن من التوجه إلى صناديق الاقتراع سوى مرتين: في الثاني من نوفمبر في عام 1933 ومرة أخرى في عام 1936. مُنحت النساء الحق في التصويت بالتزامن مع إصدار دستور بعد انتخابات يونيو لعام 1931. تضمّنت حركة حق النساء في التصويت بتوجّهيها نساءً يمثلن قضاياهن في واحدة من أعظم المبارزات بين البرلمانيين الإسبان؛ إذ مثّلت كلارا كامبوامور رودريغيز النساء المطالبات بالتحرر الكامل للنساء، بينما مثّلت فيكتوريا كينت سيانو ذات الميول اليسارية وجهات النظر المحافظة والجمهورية الداعية إلى منع المرأة من حقها في التصويت. زعمت كامبوامور أن وصول المرأة إلى صناديق الاقتراع هو واجب أخلاقي للكونغرس، وأن النساء الإسبانيات قد كسبن هذا الحق بعد قتالهن لصالح الجمهورية لفترة طويلة من الزمن. زعمت كينت أن النساء غير مستعدات للتصويت بعد لأنهن لم يتلقين تعليمًا كافيًا يسمح لهن باتخاذ قرارات سليمة، فهن ما زلن خاضعات لرغبات أزواجهن والكنيسة؛ دعم المحافظون هذا الموقف على الرغم من اختلاف الأسباب التي جعلتهم مناهضين لإعطاء النساء حقهن في التصويت.
لم يستطع أي من الرجال أو النساء التصويت في الانتخابات الوطنية بعد فوز فرانسيسكو فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية، لكنهم عادوا إلى التصويت بعد عامين من وفاته في عام 1977.