حقائق ورؤى حول الأقليات في كوريا الشمالية

على الرغم من أنّ كوريا الشمالية متجانسة عِرقيًا ولغويًا، فإن بعض الأقليات موجودة داخل البلاد. وتشمل هذه الأقليات مجموعات من الكوريين العائدين، وجماعات دينية صغيرة، ومهاجرين من الصين واليابان المجاورتين.

كانت الجماعة العِرقية التاريخية "جيغاسونغ"، المنحدرة من شعب الجورتشن، تعيش في قرى خاصة بها تحت نظم رهبانية علمانية حتى ستينيات القرن العشرين. وقد اعتُبرت هذه المجتمعات الرهبانية منافية للاشتراكية، فتمّ استيعاب أفراد جيغاسونغ داخل المجتمع الكوري العام.

كما توجد في البلاد جماعة من السكان ذوي الأصول الصينية تُعرف باسم "هوا تشياو"، وهي في تراجع بسبب الهجرة المتزايدة إلى الصين. ففي ثمانينيات القرن الماضي كان الصينيون المقيمون في كوريا الشمالية يتمتعون بامتيازات خاصة تسمح لهم بالسفر إلى الخارج، لكن كثيرًا منهم انتقل إلى الصين نهائيًا في العقود اللاحقة.

أما المجتمع الياباني في كوريا الشمالية فهو متنوع من حيث أصول أفراده؛ إذ يضم أسرى حرب يابانيين سابقين كانوا في الاتحاد السوفييتي، وزوجات يابانيات لكوريين من الزينيتشي الذين عادوا من اليابان، وأعضاء فارّين من الجيش الأحمر الياباني، إضافة إلى اليابانيين الذين اختُطفوا إلى كوريا الشمالية.

توجد في كوريا الشمالية أيضًا مجتمعات صغيرة من الهنود والأمريكيين. كما تعيش في البلاد جماعات دينية مثل الشوندويين والبوذيين والمسيحيين. ويُصوَّر الشوندويون بوصفهم الامتداد الحديث لثورة دونغهاك الفلاحية في القرن التاسع عشر، من خلال حزبهم "حزب شوندو تشونغو"، وهو حزب صغير يتعاون بشكل وثيق مع حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية

تتكوّن عدة مجتمعات داخل كوريا الشمالية من كوريين عادوا إلى شبه الجزيرة. فقد هاجر نحو 50,000 إلى 70,000 من الكوريين المقيمين في الصين إلى كوريا الشمالية عقب المجاعة التي أعقبت "القفزة العظيمة للأمام" لماو تسي تونغ، ومع موجة قمع الأقليات خلال الثورة الثقافية. وقد أدى هذا التدفق الكبير إلى اضطلاع الحكومة الكورية الشمالية ببناء مخيمات للاجئين لإيواء هؤلاء الوافدين.

كما يشكّل ما بين 100,000 و150,000 من الكوريين الذين كانوا يعيشون في اليابان، إضافة إلى أبنائهم، مجتمع الكوريين العائدين من اليابان (الزينيتشي) في كوريا الشمالية. وقد جرت عملية إعادتهم إلى البلاد بين عامي 1959 و1980. وخلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حافظ هؤلاء على مستوى من الرفاه المادي بفضل إقامتهم السابقة في اليابان، غير أن ثرواتهم تآكلت خلال مجاعة التسعينيات. ولا تزال مجتمعاتهم مترابطة ومنغلقة نسبيًا، حيث تتم معظم الزيجات داخل المجموعة، مع بقائهم منفصلين إلى حد ما عن بقية المجتمع الكوري الشمالي.

وكان الاتحاد السوفييتي يضم واحدة من أكبر الأقليات الكورية في الخارج، لكن أقل من 10,000 منهم فقط عادوا إلى كوريا الشمالية، حيث جرى استيعابهم بالكامل في المجتمع العام.



قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←