تُعَدّ اقتصاديات الوقف استمرارًا لتوليد الدخل والانتفاع منه عبر الزمن لصالح المستفيدين، سواء أكانت منافع عامة أو خاصة، وتبرز أهميتها في مضمونها الاقتصادي ودورها التنموي من خلال الجوانب الاستهلاكية والاستثمارية.
يحمل الوقف اعتبارات متعددة، من أبرزها كونه مصدرًا اقتصاديًا للتنمية، ودعامة تسهم في التخفيف من الأعباء المالية الواقعة على ميزانيات الدول، ولا سيما في مجالات التعليم ومرافقه. كما يساهم الوقف في حفظ الأصول المالية من الضياع، وتلبية حاجات شريحة واسعة من الناس، بالإضافة إلى ما يحققه من استدامة للأجر والثواب وفق التصور الإسلامي.
ومن الأبعاد الأخرى للوقف أنه يُعد أداة فعّالة في نشر العلم والثقافة، وتعزيز العدالة الاجتماعية، ودعم مجالات الدعوة الإسلامية. ومع ذلك، شهدت الأوقاف في عدد من البلدان الإسلامية تراجعًا نتيجة التأثيرات السلبية للحقبة الاستعمارية. ولتشجيع إنشاء أوقاف جديدة، يُقترح تبنّي صيغ حديثة مثل المشروعات الوقفية والصناديق الوقفية، واستيعاب صور مبتكرة تتناسب مع الحاجات المعاصرة.