اضطراب الإدراك المستمر المهلوس هو اضطراب غير ذهاني منطو على إصابة الشخص بهلوسات بصرية أو تشوهات إدراكية مستمرة أو دائمة بعد تجربة عقار مهلوس في غالبية الحالات، وعادة ما يفتقر الاضطراب لأحاسيس التسمم والتغيير العقلي التي يحدثها تعاطي العقار. يتراجع هذا الاضطراب عادة خلال فترة متراوحة بين بضعة أسابيع وعدة شهور، لكن تتسم الحالات الشديدة المبلغ عنها بأعراض مهددة للحياة ومسببة لإعاقات كبيرة. تتكون الهلوسات والتغيرات الإدراكية من، لكنها ليست محصورة في، الجليد البصري، والمسارات البصرية والصور التلوية (التكرر المرئي)، والكسور الضوئية على السطوح المسطحة، والألوان المكثفة، وتغير إدراك الحركة، والباريدوليا، والرؤية التصغيرية والرؤية التكبيرية. وردت أيضًا إصابة بعض الأفراد غير المتعاطين للعقاقير المهلوسة في السابق بظواهر بصرية ذات صلة باضطراب الإدراك المستمر المهلوس (مثل عوائم العين والجليد البصري).
يُعد اضطراب الإدراك المستمر المهلوس أحد تشاخيص «دي إس إم – 5» مع رمز تشخيصي 292.89 (إف 16.983). من أجل تشخيص الاضطراب، يجب استبعاد الحالات النفسية، أو الذهانية أو العصبية الأخرى مع معاناة المصاب من صعوبات في الحياة اليومية. في «آي سي دي – 10»، يتوافق الرمز التشخيصي «إف 16.7» بشكل كبير مع الصورة السريرية. يُعتبر هذا الاضطراب غير معروف بشكل كاف بين متعاطي المهلوسات والأطباء النفسيين ما يرفع نسبة تشخيصه بشكل خاطئ على أنه ذهان محرض بتعاطي المواد المخدرة.
على الرغم من ندرة اضطراب الإدراك المستمر المهلوس، تحدث معظم الحالات بشكل مؤقت وتتراجع تلقائيًا دون حاجة إلى الأدوية أو غيرها من الوسائل العلاجية. مع ذلك، تمكنت الأبحاث الأحدث من التمييز بين «إتش بّي بّي دي I» و«إتش بّي بّي دي II». يُعتقد أن الحالات الأخطر، التي يمكن ملاحظتها في «إتش بّي بّي دي II»، ناجمة عن تعاطي العقاقير المخلة بالذهن بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية المرافقة. أبلغ بعض الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب اختبارهم أعراض «إتش بّي بّي دي» بعد تعاطيهم مثل هذه العقاقير لأول مرة (على وجه الخصوص «إل إس دي»). نظرًا إلى طبيعة اضطراب الإدراك المستمر المهلوس فيما يتعلق بسوء فهمه وضعف البحث المرتبط به، لم يتمكن المجتمع العلمي من تأكيد جميع هذه الادعاءات / التجارب والتأكد من صحتها.