كل ما تريد معرفته عن أصول حرب عام 1812

حرب عام 1812، هي حرب نشبت بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى وحلفائها من الهنود، والتي استمرت للفترة بين 1812 و1815. أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب وبقيت الأسباب المتعددة وراء هذا القرار موضعًا للنقاش بين المؤرخين لفترة طويلة.

كان هناك عدة أسباب لإعلان الولايات المتحدة الأمريكية للحرب وهي: السبب الأول، هو سلسلة القيود التجارية المفروضة من قبل بريطانيا لعرقلة الحركة التجارية بين أمريكا وفرنسا، والتي كانت في حالة حرب معها (طعنت الولايات المتحدة الأمريكية في هذه القيود لكونها غير مشروعة وفقًا للقانون الدولي). السبب الثاني، هو التجنيد الإلزامي لبحارة السفن الأمريكيين في البحرية الملكية (ادعت الحكومة البريطانية أنهم بحارون بريطانيون فارون). السبب الثالث، هو الدعم العسكري البريطاني للهنود الأمريكيين الذين عرضوا المقاومة المسلحة لتوسع الجبهة الأمريكية نحو الشمال. السبب الرابع، هو رغبة محتملة للولايات المتحدة الأمريكية في الاستحواذ على كندا. كان هناك دافع مستتر لكنه قوي، وهو رغبة الأمريكيين في التمسك بالشرف الوطني في مجابهة ما اعتبروا أنه إهاناتٌ بريطانية.

عُرقل التوسع الأمريكي نحو الشمال (أوهايو وانديانا وميشيغان وإلينوي وويسكونسن) من قبل الهجمات الهندية. يدّعي بعض المؤرخين أن الهدف الأمريكي للحرب هو الاستحواذ على كندا بأكملها أو على جزء منها، وهو رأي يشترك به العديد من الكنديين حتى الآن، في حين يعتقد البعض الآخر أن بث الخوف من هذا الاستيلاء ما هو إلا وسيلة للمناورة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لاكتساب ورقة مساومة. ادّعى بعض أعضاء البرلمان البريطاني في ذلك الوقت بالإضافة إلى سياسيين أمريكيين منشقين مثل جون راندولف أن الدافع الرئيسي لإعلان الولايات المتحدة الأمريكية للحرب هو رغبتها في الاستيلاء على الأراضي وليس بسبب النزاعات البحرية. مع ذلك، يحتفظ بعض المؤرخين الكنديين والأمريكيين برأيهم الذي يشير إلى أن الهدف الأمريكي للحرب هو الاستحواذ على كندا بأكملها أو على جزء منها. على الرغم من تقديم البريطانيين لبعض التنازلات فيما يخص التجارة المحايدة، لكنهم أصروا على حقهم في استرداد البحارين الفارين. امتلك البريطانيون هدفًا منشودًا في إنشاء دولة هندية كبيرة و«محايدة» ممتدة على أجزاء واسعة من أوهايو وانديانا وميشيغان. قدّمت بريطانيا طلبها بشكل متأخر في عام 1814 في مؤتمر السلام، لكنها خسرت حروبًا كانت ستساعدها على تعزيز موقفها كثيرًا.

اندلعت الحرب على أربع جبهات: كانت الأولى على المحيطات، إذ تطفلت السفن الحربية والبوارج التابعة للطرفين على حركة النقل البحري التجاري، والثانية على طول الساحل الأطلنطي للولايات المتحدة الأمريكية، والذي حوصر بشكل متزايد من قبل البريطانيين وشهد هجمات واسعة النطاق في المراحل اللاحقة من الحرب، والثالثة على الجبهة الطويلة، والتي امتدت بمحاذاة البحيرات العظمى ونهر سانت لورانس وفصلت الولايات المتحدة الأمريكية عن كندا العليا والسفلى (أونتاريو وكيبك)، والرابعة على طول ساحل خليج المكسيك. خلال فترة الحرب، أطلق الطرفان حملات لغزو أراضي بعضهما الآخر، فشلت معظمها في تحقيق هذا الهدف وكان نجاح بعضها وقتيًا فقط. في نهاية الحرب، استحوذت بريطانيا على أجزاءٍ من ولاية مَين وبعض المواقع المتقدمة في الغرب الأمريكي ذو الكثاقة السكانية المنخفضة واستحوذ الأمريكيون على أراضٍ كندية بالقرب من ديترويت، لكنها أُعيدت جميعها لأصحابها في نهاية الحرب.

في الولايات المتحدة الأمريكية، أشعلت معارك مثل معركة نيو أورليانز ومعركة بالتيمور (ألهمت معركة بالتيمور كلمات النشيد الوطني الأمريكي، تحت اسم «الراية الموشحة بالنجوم») حماس الأمريكيين في شن «حرب استقلال ثانية» ضد البريطانيين. بشّرت هذه المعارك أيضًا ببزوغ «عصر النوايا الحسنة»، والذي اختفت فيه الصراعات الحزبية التي أوشكت أن تصل إلى اتهام بعضهم الآخر بالخيانة العظمى. خرجت كندا من الحرب بشعور متنامي بالوطنية والتكافل بين أطياف شعبها. أما بالنسبة لبريطانيا، والتي اعتبرت هذه الحرب كعرض جانبي للحروب النابليونية المستعرة في أوروبا، فقد تأثرت بشكل أقل جراء هذه الحرب ورحبت حكومتها وشعبها بقدوم عصرٍ من العلاقات السلمية مع الولايات المتحدة الأمريكية.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←