ويلز أو غَالَة أو بلاد الغال أو كَمْرَة (بالإنكليزية: Wales؛ وبالكمرية: Cymru؛ وبالفرنسية: Pays de Galles) بلد يعد جزءا من المملكة المتحدة وجزيرة بريطانيا العظمى، تحدها إنجلترا من الشرق والمحيط الأطلسي والبحر الأيرلندي من الغرب. كان عدد سكانها عام 2011 حوالي ثلاثة ملايين ونصف نسمة، ويبلغ مجموع مساحتها 20779 كم مربع (8023 ميلاً مربعاً). تمتلك ويلز ما يزيد على 1200 كم (750 ميلاً) من الحدود الساحلية، وهي في معظمها مناطق جبلية وتقع أعلى قمة لها في المناطق الشمالية والوسطى والارتفاع الأعلى في البلاد هو قمة سنودن. وتقع البلاد مناخياً ضمن المنطقة المعتدلة الشمالية حيث تحتوي على نظام مناخي بحري متغير.
برزت الهوية الويلزية الوطنية من خلال شعب القلط البريطاني بعد انسحاب الرومان من بريطانيا في القرن الخامس ميلادي، حيث تعدّ البلاد من الدول القلطية الحديثة. ويعد مقتل أمير ويلز لويلدين الأخير عام 1282م تمكن إدوارد الأول الإنجليزي من غزو البلاد، على الرغم من ذلك فقد تمكن أوين غليندور من استعادة الاستقلال الويلزي لفترة وجيزة ليضع بذلك الأسس التي أدت لنشوء ويلز الحديثة في بدايات القرن الـ15. بعد هذا الاستقلال الموجز تم احتلال وضم ويلز لإنكلترا ودمجها في النظام القانوني الإنجليزي تحت مسمَى «إطار القوانين الويلزية 1535-1542». أما السياسة الويلزية المستقلة والحديثة فقد بدأت بالظهور في القرن الـ19. وكانت الليبرالية الويلزية التي قد انتشرت مطلع القرن العشرين متأثرة بأفكار جورج لويد قد بدأت بالإنحسار في مواجهة انتشار لأفكار تجنح أكثر للإشتراكية وقد تأسس بهذه الحقبة حزب العمال الويلزي. كما بدأ الشعور الويلزي القومي بالتصاعد على مدى القرن الـ20.
في فجر الثورة الصناعية ساهم تطور الصناعات التعدينية والمعدنية في ويلز إلى تحويل البلاد من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي متقدم، وأدَى استغلال الثورة المعدنية الكبيرة وبالأخص في حقل فحم ساوث ويلز إلى زيادة سريعة بالنمو السكاني الويلزي. ويتركز ثلثي السكان حالياً في مناطق جنوبي ويلز وبصورة رئيسية في العاصمة كرديف وضواحيها وكذلك في أبرتوة، نيوبورت والوديان القريبة منهما. ومع تراجع الصناعات التقليدية في البلاد أصبح الاقتصاد الويلزي يعتمد اليوم بشكل أساسي على القطاع العام، وعلى مجالات الخدمات والسياحة.
على الرغم من إشتراك ويلز في تاريخ سياسي وإجتماعي وثيق مع بقية أجزاء بريطانيا العظمى وانتشار اللغة الإنجليزية تقريبا بين معظم السكان، فالبلاد تحتفظ بهوية ثقافية متميزة حيث تعدّ ويلز رسمياً دولة ثنائية اللغة حيث يجيد أكثر من 560,000 فرد من الشعب اللغة الويلزية وخصوصاً في الأجزاء الشمالية والغربية من البلاد. إبتداءً من أواخر القرن الـ19 اكتسبت ويلز شعبية كـ«أرض الأغاني»، ويعزى ذلك جزئياً إلى احتفالات الإستيدفود الفنية. أما على الصعيد الرياضي فويلز تتمثل عبر العديد من الفرق الوطنية المختلفة في الأحداث الدولية مثل كأس العالم لكرة القدم، كأس العالم للركبي ودورة ألعاب الكومنولث، أما في دورة الألعاب الأولمبية فالرياضيون الويلزيون يشاركون كجزء من فريق بريطانيا العظمى. وتعدّ لعبة الرجبي الاتحادية رمزاً للهوية الويلزية وتعبيراً عن الوجدان الوطني.