هجوم شمال غرب سوريا أو معركة ردع العدوان أو معركة التحرير أو هجوم المعارضة السورية 2024 كان هجوما شنَّته فصائل المعارضة السورية المنضوية تحت إدارة العمليات العسكرية بقيادة هيئة تحرير الشام في فجر يوم الأربعاء بتاريخ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024م لتوجيه ضربة لقوات النظام السوري بعد تدمير إسرائيل لقدرات حزب الله الذي كان العمود الفقري لصمود النظام، واستنزاف القوات الأوكرانية لقدرات الجيش الروسي الذي كان الداعم الجوّي الرئيسي له. وقد أعلن بدء المعركة في بيان رسمي المتحدث باسم إدارة العمليات العسكرية العميد حسن عبد الغني، لم تخض قوات النظام أي معارك تُذكر مع قوات المعارضة في محاور اشتباك بريف حلب الغربي أو ريف إدلب الشرقي، كما انسحبت قوات النظام بدون أن اشتباكات جديرة بالذكر في حمص أو دمشق، وردع العدوان هي العملية العسكرية الأولى واسعة النطاق منذ مارس 2020. أطلقت هيئة تحرير الشام على العملية اسم "ردع العدوان" وقالت أنَّها هجمت ردًّا على تكثيف قصف جيش النظام السوري (المدعوم روسياً إيرانياً) للمناطق السكنية في إدلب وريف حلب الغربي.
في يوم الجمعة 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024م، دخلت قوات المعارضة إلى مدينة حلب واستولت على معظم أنحاء المدينة وسط انهيار قوات النظام السوري والموالين له. بعد أيام من السيطرة على حلب أعلنت فصائل المعارضة السورية في يوم الخميس 5 ديسمبر سيطرتها على مدينة حماة، رابع أكبر مدن سوريا والتي تقع في وسط البلاد، حيث شهدت أرياف حماة ذروة المعارك المحتدمة لاسيما في رحبة الدبابات قرب خطاب، وجبل كفراع وجبل زين العابدين الذي كان خط الدفاع عن مركز المدينة. وفي يوم السبت 7 ديسمبر، أعلنت فصائل المعارضة سيطرتها على مدينة درعا في جنوب البلاد. وفي الساعات الأولى من يوم الأحد 8 ديسمبر أعلنت الفصائل السيطرة الكاملة على مدينة حمص، ثالث أكبر مدن سوريا، وبهذا يصبح عدد المدن التي سيطرت عليها الفصائل 4 مدن خلال 24 ساعة، وهي حمص، ودرعا بالإضافة إلى القنيطرة والسويداء، نتيجة انعدام وجود أي معارك تذكر مع جيش النظام الذي فضّل عناصره عدم القتال بعد إصدار عفو عام من قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع لكل من يسلم سلاحه ويعتزل القتال، وأكد أن العفو لا يشمل الحقوق الخاصة وذلك لحقن الدماء وتسريع وتيرة العمليات العسكرية، كما أعلنت إدارة العمليات العسكرية أنَّها سيطرت على مدينة القصير بريف حمص قرب الحدود مع لبنان، وأعلنت الفصائل تحرير أكثر من 3500 معتقل من سجن حمص المركزي، وبدأت التمهيد لتطويق وحصار العاصمة دمشق.
في الساعات الأولى من يوم الأحد 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024م، انسحبت قوات النظام السوري من العاصمة دمشق وفرّت شخصيات رفيعة المستوى هربًا بعد اقتراب إدارة العمليات العسكرية من مركز العاصمة، تحررت دمشق على يد قوات فصائل المعارضة السورية المسلحة، وبثَّ التلفزيون الرسمي السوري مقطعاً مصوَّراً للمعارضة السورية أعلنت فيه سيطرتها على العاصمة دمشق بالكامل، وسقوط نظام بشار الأسد وهروبه بعد 24 عاماً من حكمه لسوريا، وإطلاق سراح جميع المعتقلين في السجون، وذلك بعد 11 يوماً من بداية عملية ردع العدوان. لتنهي مع سقوطه 54 عاماً من حكم آل الأسد لسوريا.