نبذة سريعة عن نيكيتا خروتشوف

نيكيتا سيرغييفيتش خروتشوف (بالروسية: Никита Сергеевич Хрущёв؛ 15 أبريل 1894 – 11 سبتمبر 1971) كان أحد أبرز الزعماء السوفييت في القرن العشرين، إذ تولّى منصب الأمين الأول للحزب الشيوعي السوفييتي من عام 1953 حتى 1964، ورئاسة مجلس الوزراء من عام 1958 حتى 1964. عُرف خروتشوف بدوره المفصلي في مرحلة ما بعد ستالين، حيث قاد ما عرف بحملة إزالة الستالينية وأحدث تحوّلًا كبيرًا في السياسة الداخلية والخارجية للاتحاد السوفييتي، كما واجه خلال فترة حكمه أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، التي شكّلت إحدى أخطر لحظات الحرب الباردة.

وُلد خروتشوف في قرية صغيرة غربي روسيا في 15 أبريل 1894، عمل في شبابه عاملًا في مجال المعادن قبل أن ينضم إلى الحزب البلشفي ويشارك مفوضًا سياسيًا في الحرب الأهلية الروسية. ترقّى في المناصب الحزبية بفضل رعاية القيادي لازار كاغانوفيتش إلى أن أصبح من المقربين من جوزيف ستالين. وخلال عهد ستالين، شارك خروتشوف بفعالية في عمليات التطهير الكبرى (1936–1938)، وأشرف على تنفيذ آلاف الاعتقالات. وفي عام 1938 أُرسل لإدارة جمهورية أوكرانيا السوفييتية الاشتراكية، حيث واصل تنفيذ سياسات التطهير.

شغل خروتشوف منصب مفوض سياسي أثناء الحرب الوطنية العظمى (الحرب العالمية الثانية)، وكان حلقة وصل بين ستالين وقادة الجيش، وحضر معركة ستالينغراد التي اعتز لاحقًا بدوره فيها. عاد بعد الحرب إلى أوكرانيا قبل أن يُستدعى مجددًا إلى موسكو ليصبح من أبرز مستشاري ستالين.

بعد وفاة ستالين في 5 مارس 1953، اندلع صراع على السلطة انتهى بتغلّب خروتشوف الذي تمكن من تثبيت نفوذه كأمين أول للحزب. وفي 25 فبراير 1956، ألقى ما عُرف بـ الخطاب السري في المؤتمر العشرين للحزب، حيث أدان جرائم ستالين وسياساته القمعية، ما مثّل نقطة تحوّل في تاريخ الاتحاد السوفييتي نحو فترة أكثر انفتاحًا نسبيًا.

ورغم وعوده بإصلاح الاقتصاد وتحسين المعيشة، فإن سياسات خروتشوف الزراعية والصناعية واجهت إخفاقات متكررة. كما خفّض الإنفاق العسكري التقليدي سعيًا للاعتماد على القدرات الصاروخية. وعلى الصعيد الدولي، حقق في الخمسينيات نجاحات دعائية مهمة، أبرزها إطلاق القمر الصناعي سبوتنيك (1957)، ونجاح الدبلوماسية السوفييتية في أزمة السويس والأزمة السورية عام 1957، وكذلك حادثة طائرة التجسس الأمريكية يو-2 عام 1960.

تراجعت شعبيته بحلول أوائل الستينيات نتيجة الإخفاقات الاقتصادية والانتقادات لطريقة تعامله مع أزمة الصواريخ الكوبية. ومع تزايد نفوذ خصومه داخل الحزب، أُطيح به في أكتوبر 1964، ليُحال إلى التقاعد دون أن يتعرض للاضطهاد، بخلاف مصير العديد من القادة السوفييت السابقين. عاش بقية حياته في شقة بموسكو ومنزل ريفي (داتشا)، وكتب مذكراته التي هُرّبت إلى الغرب ونُشرت أجزاء منها عام 1970. توفي خروتشوف عام 1971 عن عمر ناهز 77 عامًا.

يُذكر خروتشوف في التاريخ السوفييتي بوصفه قائدًا إصلاحيًا متناقضًا، جمع بين الجرأة في كسر إرث ستالين وبين فشل في تحقيق استقرار دائم، لكنه ترك أثرًا عميقًا على مسار الحرب الباردة وعلى صورة الاتحاد السوفييتي في الداخل والخارج.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←