تقمّص الأدوار أو تبادل المنظور الاجتماعي هي نظرية من نظريات علم الاجتماع، تنصّ على أن أهم العوامل في تسهيل الاستعراف الاجتماعي لدى الأطفال هو إمكانية فهم منظور الآخرين ومشاعرهم، وهي قدرة تظهر نتيجة نموّ الإدراك العام. يتطلّب جزء من هذه العملية وصول الأطفال إلى إدراك أن آراء الآخرين قد تختلف عن آرائهم. تتطلّب القدرة على تقمّص الأدوار فهم المعرفة والوجدان (أي ما له صلة بالحالة النفسية والشعور والسلوكيات) من منظور شخص آخر واختلافهما عن التقمص الحسي المعرفي، وهو القدرة على إدراك منظور الشخص للبيئة من حوله. على الرغم من وجود بعض الإثباتات المتناقضة حول هذا الموضوع، يتخذ تقمص الأدوار عن التقمص الحسي المعرفي طرائق مستقلة وظيفيًا وتنمويًا.
اشتهر روبرت سيلمان بتأكيده على أهمية هذه النظرية في مجال التطور المعرفي. إذ برهن أن نضوج القدرة على تقمص الدور تؤدي إلى تقييم أفضل لتأثير أفعالنا بالآخرين، وفي حال فشلنا في تقمص أدوار الآخرين، فإن ذلك سيدفعنا إلى الحكم بشكل خاطئ بأن الدافع الوحيد لتصرفات الآخرين هو العوامل الخارجية. أُثبت أحد مبادئ سيلمان المضافة إلى النظرية تجريبيًا، وأيدتها النظرية التطورية لقابلية تقمص الأدوار.
ظهرت الدراسات الاجتماعية حول فهم الأطفال لمناظير الآخرين ومشاعرهم وسلوكهم باعتبارها واحدة من أوسع ميادين الأبحاث في هذا المجال. تعد نظرية تقمص الأدوار الأساس النظري لهذا البحث، وعليه تعتمد ويرتبط تطبيقها بنظريات عدة.