كان موريس بابون (3 سبتمبر 1910 – 17 فبراير 2007) خادمًا عموميًا فرنسيًا ومتعاونًا مع النازية أدين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال احتلال فرنسا. ترأس بابون الشرطة في الولايات الرئيسية منذ الثلاثينيات حتى الستينيات من القرن العشرين، قبل أن يصبح سياسيًا ديغوليًا. حين كان أمينًا عامًا للشرطة في بوردو خلال الحرب العالمية الثانية، شارك بابون في ترحيل ما يزيد عن 1600 يهودي. واشتهر أيضًا بنشاطه في حرب الجزائر (1954 - 1962) التي مارس التعذيب خلالها بصفته حاكم القطاع القسنطيني وأمر، بصفته قائد شرطة باريس، بقمع دموي لمظاهرات جبهة التحرير الوطني الجزائرية ضد حظر تجول كان قد «نصح به».
في عام 1961، منح الرئيس الفرنسي شارل ديغول موريس بابون شخصيًا وسام جوقة الشرف، في الوقت الذي كانت فيه حكومة الرئيس تواجه مصاعب مع تمرد جبهة التحرير الوطني الجزائرية. وكان بابون رئيسًا أيضًا لشرطة باريس خلال مجزرة نفق تشارون ومجزرة باريس لعام 1961 التي قتلت خلالها شرطة باريس بين 200 و 300 متظاهر جزائري عمدًا. مع إرغامه على الاستقالة في عام 1967 بعد شكوك بإخفاء قسري للماركسي المغربي المهدي بن بركة، ومع دعم من ديغول، عين بابون رئيسًا لسود للطيران، التي كانت الشركة التي ساهمت في تطوير طائرة الكونكورد.
بعد أحداث مايو لعام 1968، انتخب بابون عضوًا في الجمعية الوطنية الفرنسية لعدة فترات. ومنذ العام 1978 حتى عام 1981، شغل منصبًا في حكومة رئيس الوزراء رايمون باغ في ظل رئاسة فاليري جيسكار ديستان. في الفترة بين جولتي الانتخابات الرئاسية في شهر مايو من عام ١٩٨١، الوقت الذي كان فيه فاليري جيسكار ديستان مرشحًا لفترة رئاسية ثانية، سربت تفاصيل عن ماضي بابون في صحيفة لو كانار أنشايني. وخرجت إلى العلن وثائق موقعة من قبل بابون تظهر مسؤوليته في ترحيل 1690 يهودي إلى معسكر اعتقال درانسي منذ عام 1942 حتى عام 1944. وبعد تحقيق طويل وجدالات قانونية مطولة، حوكم بابون في نهاية المطاف.
في عام 1998، أدين بابون بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وأطلق سراحه من السجن في وقت باكر، عام 2002، بسبب تدهور صحته. توفي بابون في عام 2007.