المنهج التعليمي الصامت (بالإنجليزية:Silent Way)، ابتكر عن طريق كيلب غاتينيو وهو منهج لتعليم اللغات الأجنبية؛ إذ يتخذ المعلم الصمت أساسًا لأسلوب التعليم. ففي عام 1963 م، طرح غاتينيو هذا المنهج في كتابه «تعليم اللغات الأجنبية في المدارس: المنهج الصامت» تزامنا مع نقده للأساليب السائدة في تدريس اللغات لتلك المدّة. وقد أسس هذا المنهج اعتمادًا على نظريته العامة للتعليم عوضًا عن النظريات التي يتبناها العلماء حاليًا. وعادةً ما يُنظر إلى المنهج على أنه بديلٌ عن أساليب تعليم اللغات؛ فقد صنفه «كوك» ضمن قائمة الأساليب الأخرى وصنفه ريتشارد ضمن المناهج والمقاربات البديلة وصنفه كل من جين وكورتازي ضمن المناهج البديلة أو الإنسانية.
ويولي المنهج أهمية بالغة للصمت باعتباره وسيلة لتحقيق استقلالية المتعلم والمشاركة الفعّالة للطلبة؛ إذ يتّبع المعلم أسلوبي الصمت والإشارة معًا؛ لشد انتباه الطلبة وإثارة ردود أفعالهم وتشجيعهم على تصويب أخطائهم بأنفسهم. وتُعدُّ مهارة النطق جوهرًا أساسيًا للمنهج فيُخصص وقتٌ طويلٌ للتمرن عليها في كل حصة دراسية. ويعتمد المنهج التعليمي الصامت على المنهج البنائي ويركز على تعليم الطلبة عددًا قليلًا من الكلمات الوظيفية ذات الاستعمال المتعدد. وبما أن اللغة الأجنبية عادةً ما تُمارس في سياقاتٍ مفهومة، فلا يُسمح للمتعلمين بالترجمة والتكرار الحرفي. وقد يكتفي المعلم بتقييم الطلبة من خلال مراقبة أدائهم دون إجراء أي اختبار رسمي.
إن إحدى السمات المميزة للمنهج التعليمي الصامت هي استعمال القضبان الملونة التي أطلق عليها غاتينيو «قضبان كويزنير» (بالإنجليزية:Cuisenaire rods)، إذ يشمل استخدام هذه القضبان تقديم طلبات بسيطة كأن يطلب المعلم من أحد التلاميذ أن يأخذ قضبانين ويعطيهما لزميلته مثلًا، أو تجسيد الأشياء كساعة الحائط أو مخططات الغرف. بالإضافة إلى أنه يستند على روابط الألوان لتُعين الطلبة على تعلم مهارة النطق؛ فيوجد مخطط يوضح كل لون والصوت الذي يمثله ويستخدم هذا النوع من المخططات في تعليم أصوات اللغة، وتوجد مخططات ملونة للكلمات التي تُستخدم في العمل على نطاق الجملة، وغيرها مخططات «فيدل» الملونة التي تُستخدم في تدريس الإملاء. وفي حين أن القلة هم من يطبقون المنهج التعليمي الصامت بصورته الأصلية، إلا أن أفكاره قد لاقت رواجًا كبيرًا خصوصًا على مستوى تعليم مهارة النطق.