منصور بن راشد بن ثامر السعدون (حكم 1863/1853م) شيخ عشيرة آل سعدون من عرب العراق وأمير مشيخة عشائر المنتفق وأول باشا عينته الإدارة العثمانية على القبيلة. حكم القبيلة بعد أميرها السابق فارس بن عجيل السعدون سنة 1269هـ/1853م. حيث نال المشيخة بعد ترشيح ودعم والي العراق رشيد باشا الكوزلكلي له سنة 1853، شرط الموافقة على فرز «السماوة» وما يتبعها عن ديرة المنتفق وإلحاقها ب«لواء الحلة»، مع تنصيبه قائمقام المنتفق. وقد وافق منصور بالعرض، إلا أن سلطة بغداد استمرت في تقليص صلاحياته، فدخل جيشها الحكومي مدينة سوق الشيوخ التي هي عاصمة المنتفق سنة 1856م واتخذ ثكنة فيها وعيّن أحد ضباطها قائمقام المدينة، وعزل الشيخ منصور من حكم القبيلة. واستمر ذلك إلى سنة 1859م في ولاية عمر باشا الذي أعاد منصور إلى حكم القبيلة. ثم سحبت منه سنة 1860م وأعطيت للشيخ بندر بن ناصر الثامر بعد مزاد جرى بينهما، ثم استردها بعد وفاة بندر سنة 1863م/1280هـ بعد ان اقنع الوالي محمد نامق باشا الشيخ منصور بإلغاء المشيخة وإبدالها بالوظيفة الحكومية وتعيينه قائمقام على المنتفق دون مسمى «الشيخ» وتحديد مرتب شهري قدره 30 ألف كيس، كما جرى منحه رتبة «مدير الإسطبل العامر» وهي رتبة عسكرية، فرحب منصور بتلك الخطوة التي ألغت المشيخة على القبيلة إلغاءًا نهائيًا. وكان رد فعل قبيلة المنتفق على إجراءات إلغاء المشيخة بالرفض وتزعم ذلك الاتجاه الشيخ ناصر الأشقر شقيق منصور الذي قاد التمرد والعصيان وأحدث حالة من القلاقل والاضطرابات في عموم المنتفق. فعزل نامق باشا الشيخ منصور وعين بدلا عنه الشيخ فهد العلي السعدون، فجرت بين الأميرين حرب انتهت لصالح فهد السعدون، واضطر الشيخ منصور بتسليم نفسه إلى الحكومة التي عفت عنه وابقته في بغداد إلى سنة 1880. وفي أيلول/سبتمبر 1880 فر الشيخ منصور من الإقامة الجبرية في بغداد وتوجه إلى قبيلته المنتفق حيث أعلن التمرد، فأرسلت إليه حكومة بغداد بجيش لقمع تمرده، فنشبت بينهما معركة استمرت 3 ساعات، قاومت فيها عشائر المنتفق مقاومة شديدة، إلا أن الجيش العثماني قد انتصر بالنهاية، وسيق الشيخ منصور باشا مخفورًا إلى إسطنبول. ثم انتقل بعدها إلى بغداد حيث توفي فيها سنة 1885م/1303هـ.
قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←