أبعاد خفية في معركة الجزيرة الخضراء الثانية

معركة الجزيرة الخضراء الثانية (المعروفة أيضًا باسم معركة معبر جبل طارق) كانت معركة بحرية اندلعت عشية 12 يوليو عام 1801 (23 سبتمبر من عام 1800 و 22 سبتمبر من عام 1801 بحسب السنة العاشرة من التقويم الجمهوري الفرنسي) بين أسطول السفن البحرية الملكية البريطانية الخطية وأسطول عظيم من السفن البحرية الإسبانية والبحرية الفرنسية في معبر جبل طارق.

تبعت المعركة عن كثب معركة الجزيرة الخضراء الأولى في 6 يوليو، حيث تعرض الأسطول الفرنسي المتمركز في ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني للهجوم من قبل أسطول بريطاني عظيم مقره في جبل طارق القريب. في اشتباك عنيف بأجواء طقس هادئ في الحدود القريبة لخليج الجزيرة الخضراء، صُدت القوة البريطانية وتكبدت خسائر فادحة وفُقدت السفينة إتش إم إس هانيبال التي استوعبت 74 مدفعًا. تراجع كلا الجانبين للإصلاحات ولطلب التعزيزات، فتلقى الفرنسيون الدعم أولًا، من الأسطول الإسباني المتمركز في قادس، حيث أُرسلت ست سفن خطية (نوع من السفن الحربية التي بنيت في القرن القرن السابع عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر وهي مصممة بحيث تأخذ دور قتالي في التكتيك البحري المعروف باسم خط المعركة) لمرافقة الأسطول الفرنسي إلى بر الأمان.

عند الوصول إلى الجزيرة الخضراء في 9 يوليو، كان الأسطول المشترك جاهزًا للإبحار مرة أخرى في 12 يوليو، مغادرًا الجزيرة الخضراء باتجاه الغرب مساءً. بدأ الأسطول البريطاني بقيادة اللواء البحري السير جيمس سوماريز، بعد إجراء إصلاحات سريعة، في السعي وراءه. بعد أن اكتشف سوماريز أن سفنه كانت بعيدة عن الأسطول الفرنسي، أصدر تعليماته إلى قادته بالانفصال ومهاجمة الأسطول المشترك بأقوى ما يمكنهم. كانت أسرع سفينة هي إتش إم إس سوبير بقيادة الكابتن ريتشارد جودوين كيتس، والتي أبحرت عبر الخطوط الخلفية الإسبانية بليلة لا ضوء للقمر فيها. أُطلقت سوبير النار على السفن الأخيرة، ما أدى إلى اشتعال النار في سفينة ريال كارلوس ذات 112 مدفعًا واستولى على سانت أنطوان. مع عدم القدرة على تمييز الصديق من العدو في ظلمة الليل، هاجمت ريال كارلوس عن غير قصد بالسفينة الإسبانية سان هيرمينجيلدو، ما أدى إلى اشتعال النار في السفينة المحالفة. بعد ذلك انفجرت السفينتين ما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح. بعد ذلك تطورت المرحلة الثانية من المعركة، حيث تولت إتش إم إس فينريبل قيادة الخط البريطاني، فهاجمت السفينة الفرنسية الخلفية فورميدابل بقيادة الكابتن أمابل ترود. في اشتباك عنيف وطويل، عانت فينريبل من أضرار جسيمة وسُحبت إلى الشاطئ، ما سمح لبقية القوة الفرنسية بالعودة إلى قادس متجنبة مزيد من القتال.

في أعقاب الهجوم، سُحبت فيرنابل بعيدًا إلى الشاطئ وعادت إلى جبل طارق لإجراء الإصلاحات، في حين أن بقية الأسطول البريطاني حاصر السفن الفرنسية والاسبانية في قادس، ما أعاد الوضع كما كان قبل المعركة. هذا الانتصار البريطاني، الذي جاء بعد وقت قصير من هزيمة سوماريز في ميناء الجزيرة الخضراء، قدم الكثير لاستعادة التكافؤ في المنطقة، وساهمت الخسائر الفادحة التي لحقت بالإسبان في إضعاف التحالف الفرنسي الإسباني الذي كان عاملًا مساهمًا في التوقيع على معاهدة أميان، ما أدى إلى توقف الحرب مؤقتًا في أوائل العام التالي. في فرنسا، على الرغم من الخسائر الإسبانية الفادحة، احتُفل بالمعركة على أنها انتصار، وكُرم تراود لدفاعه عن سفنته.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←