معاهدة عدم الاعتداء العراقية–السعودية لعام 1989 هي اتفاقية ثنائية بين جمهورية العراق والمملكة العربية السعودية، وُقِّعت في آذار/مارس 1989. وقد ألزمت هذه الاتفاقية رسميًا الجارتين في الشرق الأوسط بموقف متبادل من عدم الاعتداء وعدم التدخل، بهدف منع الصراع أو التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض. أُبرمت المعاهدة في أعقاب القادسية الثانية/الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات (1980-1988) وفي خضم تحالفات إقليمية متغيرة. أيّدَ الرئيس العراقي صدام حسين والملك السعودي فهد بن عبد العزيز الاتفاقية خلال زيارة الملك فهد رفيعة المستوى إلى بغداد، حيث تلقى ترحيبًا حارًا والتقى شخصيًا بصدام.
تُعدّ اتفاقية عدم الاعتداء هذه خطوة محورية لتعزيز الوحدة العربية وضمان الاستقرار في منطقة الخليج العربي في ظل حالة من عدم اليقين. وقد هدفت الاتفاقية إلى طمأنة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجية الأخرى بشأن نوايا العراق بعد الحرب العراقية–الإيرانية ومساعيه الإقليمية الجديدة. كما سعت صياغتها إلى تحقيق توازن بين روح المصالحة الدبلوماسية والاعتبارات الأمنية الواقعية، حيث رسّخت مبادئ التعايش السلمي رغم المناورات التي قامت بها بغداد والرياض لتعزيز نفوذ كل منهما في المشهد الجيوسياسي المتقلب في الشرق الأوسط.