مدينة بغداد المدوّرة أو بغداد العبَّاسية أو مدينة السَّلام كما عُرفت به رسميًا، هي المدينة الأصليَّة لبغداد المُعاصرة والمُختلفة عنها جزئيًا، أمر الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور ببنائها بهدف جعلها عاصمة لدولة الخلافة، ليكتمل معظم بنائها في عام 146هـ / 763م كمقر رسمي للحكومة، لتُصبح عاصمة الخلافة العبَّاسية لنحو خمسة قرون حتى سقوطها بيد المغول سنة 656هـ / 1258م.
بنيت على الضفة الغربية لنهر دجلة، وعلى قرية بغداد القديمة، واستغرق بنائها اربع سنوات، وبلغت مساحتها حوالي أربعة اميال.
تم بناء المدينة على مرحلتين: أُنجِزت الأولى عام 146هـ وكانت هي أهم المرحلتين، وقد توقّف العمل بعدها ستة أشهر بسبب بعض الحركات المعارضة.
الثاني: وهي المرحلة التكميلية، واستمرت ثلاث سنوات، ابتدأت من انتقال المنصور اليها عام 146هـ، وأُنجِزت عام 149هـ.
يعتبر تخطيط مدينة بغداد المدورة ظاهرة جديدة في الفن المعماري الإسلامي، ولاسيما في المدن الأخرى التي شيدها العباسيون مثل مدينة سامراء وما حوته من مساجد وقصور خلافية فخمة. وإلى جانب العمارة وجدت الزخرفة التي وصفت بأنهما لغة الفن الإسلامي، وتقوم على زخرفة المساجد والقصور والقباب بأشكال هندسية أو نباتية جميلة تبعث في النفس الراحة والهدوء والانشراح.اشتهرت عدة معالم لبغداد، منها: الشكل المدور للمدينة وهو الذي ميّزها عن سائر مدن العالم حتى قال عنها اليعقوبي (ولا نعرف في جميع الأقطار مدينة غيرها)، وقد اشتهرت بغداد بهذا الشكل المدوّر حتى وُصِفت بالمدينة المدورة. ومن أشهر أينيتها قصر الذهب وجامع المنصور ومكتبة دار الحكمة. وللمدينة خندق أُحيطت به وقد شُقّت له قناة من نهر الكرخايا ليجري فيه الماء وهو أحد التحصينات العسكرية للمدينة. ولها سور خارجي طوله 20 ذراعاً، وارتفاعه 35 ذراعاً.تذكر الروايات التاريخية ان أبواب بغداد ثمانية، أمّا الأبواب الخارجية فأربعة هي (باب الكوفة / وباب البصرة / وباب الشام / وباب خراسان).سُجلت المدينة كموقع في الدائرة العامة للآثار في بغداد في قضاء الكاظمية في منطقة الشالجية.