مجزرة صبرا وشاتيلا كانت عملية قتل جماعي ارتُكبت بين 16 و18 سبتمبر 1982، وراح ضحيتها ما بين 1,300 و3,500 مدني، معظمهم من الفلسطينيين والشيعة اللبنانيين، وذلك في العاصمة اللبنانية بيروت خلال الحرب الأهلية اللبنانية. نفذ المجزرة ميليشيا "القوات اللبنانية"، وهي إحدى أبرز الميليشيات المسيحية في لبنان، بدعم من الجيش الإسرائيلي الذي كان قد فرض حصارًا على حي صبرا ومخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين المجاور له في بيروت.
في يونيو 1982، اجتاحت إسرائيل لبنان بهدف القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية. وبحلول 30 أغسطس، انسحبت قوات المنظمة من بيروت تحت إشراف قوات متعددة الجنسيات، وذلك بعد أسابيع من المعارك في بيروت الغربية وقبيل وقوع المجزرة. كان الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل قد حظر نشاط القوات اللبنانية في بيروت واستبدل مواقعها بالجيش اللبناني. وبعد انسحاب قوات حفظ السلام الدولية من لبنان في 11 سبتمبر، دخل الجيش اللبناني إلى بعض مناطق بيروت الغربية لاستعادة النظام، لكنه لم يدخل إلى المخيمات الفلسطينية. وخلال هذا الفراغ الأمني، كانت القوات الإسرائيلية والميليشيات المسيحية، وربما أيضًا جيش لبنان الجنوبي، منتشرة في محيط صبرا وشاتيلا، بعد أن كانت قوات حفظ السلام قد أزالت الحواجز والألغام التي كانت تمنع تقدم الإسرائيليين إلى الأحياء ذات الأغلبية المسلمة.
في 14 سبتمبر، اغتيل بشير الجميل على يد عنصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي بأوامر من النظام السوري، وهو ما استغلته إسرائيل لتحتل بيروت الغربية في اليوم التالي في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار. وقد مهّد هذا التقدم الإسرائيلي الطريق أمام اقتحام القوات اللبنانية للمخيمين.
يُعتقد على نطاق واسع أن المجزرة جرت تحت قيادة السياسي اللبناني إيلي حبيقة، الذي كانت أسرته وخطيبته قد قُتلوا في مجزرة الدامور عام 1976 على يد ميليشيات فلسطينية ويسارية لبنانية، والتي كانت بدورها ردًا على مجزرة الكرنتينا التي ارتكبتها ميليشيات مسيحية ضد فلسطينيين وشيعة لبنانيين. شارك في المجزرة ما بين 300 و400 عنصر، بمن فيهم بعض عناصر جيش لبنان الجنوبي. وأثناء وقوع المجزرة، تلقى الجيش الإسرائيلي تقارير عن الفظائع، لكنه لم يتخذ أي إجراء لوقفها. بل إن القوات الإسرائيلية أقامت حواجز عند مخارج المخيم لمنع السكان من الفرار، وأطلقت القنابل المضيئة ليلًا بطلب من القوات اللبنانية لتسهيل تنفيذ المجزرة.
في فبراير 1983، خلصت لجنة مستقلة ترأسها الدبلوماسي الإيرلندي شون ماكبرايد، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أن الجيش الإسرائيلي، باعتباره القوة المحتلة في صبرا وشاتيلا حينها، يتحمل مسؤولية المجزرة التي نفذتها الميليشيات. كما وصفت اللجنة المجزرة بأنها "شكل من أشكال الإبادة الجماعية". وفي الشهر نفسه، أعلنت لجنة كاهان الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي كان على علم بأعمال القتل ولم يتخذ أي خطوات جدية لمنعها، ما يجعله مسؤولًا بشكل غير مباشر عن الأحداث، وأوصت اللجنة بإقالة وزير الدفاع الإسرائيلي حينها أريئيل شارون، محملةً إياه المسؤولية "لتجاهله خطر سفك الدماء والانتقام".