مَجْزَرَة البَيْضَاء وبَانْيَاس وتُعرف أيضًا باسم مجزرة البيضاء ورأس النبع هما مجزرتان طائفيتان حدثتا في يومي الثاني والثالث من شهر مايو (أيار) سنة 2013 في قرية البيضاء ومدينة بانياس بمحافظة طرطوس غرب سوريا، وراح ضحيتهما ما لا يقل عن 459 مدنيًّا بينهم 92 طفلًا و71 امرأة جلّهم قضوا ذبحًا بالسكاكين والسواطير أو حرقًا حتَّى الموت أو سحلًا بالحجارة، فضلًا عن عشرات المفقودين (وثِّقت أسماء 40 شخصًا منهم). وقعت المجزرتين في منطقتين هما: قرية البيضاء التي قُتِل فيها ما يزيد عن 240 مدنيًا، بينهم 36 طفلًا و28 امرأة، وحي رأس النبع الذي تقطنه غالبية سنّية في مدينة بانياس الذي قُتِل فيه 195 مدنيًا، بينهم 56 طفلًا و43 امرأة.
جاءت مجزرة البيضا وبانياس بعد مرور سنتين على قيام قوات نظام الأسد بحصار المنطقة واقتحامها في شهر أيار من عام 2011، وجاء ذلك في الوقت الذي كان فيه موالو النظام من العلويين يروّجون لإشاعات عن تسلح أهالي البيضا، وذلك رغم أن القرية ذات الغالبية السنّية كانت خالية من الشباب إثر ما تعرّض له هؤلاء من تنكيل ودعس على أجسادهم وحملات اعتقال منذ عام 2011.باشرت قوات الأسد وشبيحته عدوانها يوم 2 مايو (أيار) بتطويق القرية وسط قطع شامل للكهرباء والاتصالات، صاحبه قصف عشوائيّ استمرَّ لساعات. اقتحمت قوات النظام القرية وارتكبت انتهاكات جسيمة وصلت إلى حدِّ قتل أطفال رُضَّع ذبحًا وحرقًا (مثل الطفلة الرضيعة ابنة عبید مصطفى بيّاسي ذات الثلاثة أشهر)، وحالات من العنف الجنسي والاغتصاب، وتقطيع وتشويه الأعضاء والأطراف، والتمثيل بجُثث الضحايا.
اعتبرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن المجزرة قد ترقى إلى جرائم حرب و/أو جرائم ضد الإنسانية، وجدّدت نداءها إلى وجوب إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.