يصف مصطلح متلازمة ما بعد العناية المركزة (بي آي سي إس) مجموعة من الاضطرابات الصحية الشائعة بين المرضى الذين ينجون من الأمراض الحرجة والعناية المركزة. عمومًا، تعتبر هذه المتلازمة مختلفة عن الاضطرابات التي يتعرض لها أولئك الذين ينجون من مرض حرج والعناية المركزة بعد إصابات الدماغ الرضية والسكتة الدماغية. يندرج نطاق أعراض هذه المتلازمة تحت ثلاث فئات واسعة: الضعف الجسدي والاضطراب المعرفي والاضطراب النفسي. قد يكون لدى الشخص المصاب بمتلازمة ما بعد العناية المركزة أعراض من واحدة أو أكثر من هذه الفئات.
أدى تحسن البقيا بعد مرض حرج إلى تركيز الأبحاث على النتائج طويلة الأمد لهؤلاء المرضى. أدى هذا التحسن في البقيا أيضًا إلى اكتشاف إعاقات وظيفية هامة يعاني منها العديد من الناجين من أمراض حرجة. بما أن غالبية المؤلفات في طب العناية المركزة تركز على النتائج قصيرة الأمد (مثل البقيا)، يعتبر الفهم الحالي لمتلازمة ما بعد العناية المركزة محدودًا نسبيًا. تقترح الأبحاث الحديثة وجود تداخل هام بين الأصناف الثلاثة العريضة للأعراض. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن التركين وبقاء المريض دون حركة لفترات طويلة تعتبر قواسم مشتركة بين المرضى الذين يعانون من متلازمة ما بعد العناية المركزة.
نشأ هذا المصطلح نحو عام 2010، على الأقل جزئيًا، بهدف نشر الوعي حول أهمية الاختلالات الوظيفية طويلة الأمد الناتجة عن العلاج في وحدة العناية المركزة. يزداد الوعي بهذه الإعاقات الوظيفية طويلة الأمد يومًا بعد يوم، ويجري البحث لتوضيح طيف الإعاقات وإيجاد طرق أكثر فعالية لمنع هذه المضاعفات طويلة الأمد واستعادة الوظائف بشكل أكثر فعالية. أكد الوعي المتزايد في المجتمع الطبي على الحاجة إلى تخصيص المزيد من موارد المشافي والمجتمع لتحديد المرضى المصابين بالمتلازمة بشكل أكثر فعالية بعد النجاة من مرض حرج وعلاج هؤلاء المرضى.