الماذاعنّيَّة (المعروفة أيضا باسم أسلوب ماذا عن أو الماذالويَّة) (بالإنجليزية: Whataboutism) هي أحد أنواع المغالطة الصورية التوسل بالنفاق، والتي تحاول التشكيك في موقف الخصم من خلال اتهامه بالنفاق دون دحض حجته مباشرة، وترتبط تلك المغالطة بشكل خاص في الولايات المتحدة بالدعاية السوفيتية والروسية. عندما كان يتم توجيه الانتقادات إلى الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، كان الرد السوفيتي غالبًا «ماذا عن...» يتبعه حدث في العالم الغربي.
تم استخدام مصطلح «الماذاعنية» في بريطانيا وأيرلندا منذ فترة الاضطرابات (الصراع) في أيرلندا الشمالية. يرجع أول ظهور للمصطلح الإنجليزي إلى التسعينيات أو السبعينيات، بينما يذكر مؤرخون آخرون أنه خلال الحرب الباردة، أشار المسؤولون الغربيون إلى إستراتيجية الدعاية السوفيتية بهذا المصطلح. شهد التكتيك تجددًا في روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي، مع انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الحكومة الروسية والانتقادات لها. حظي هذا التكتيك بالاهتمام أيضا خلال ضم روسيا لشبه جزيرة القرم لعام 2014 والتدخل العسكري في أوكرانيا. امتد استخدام التكتيك إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمتحدث باسمه، ديمتري بيسكوف.
وصف الصحفي لوك هاردينغ الماذاعنية الروسية بأنها «عمليا هي أيديولوجية وطنية». كتبت الصحفية جوليا إيف أن «أي شخص درس الاتحاد السوفيتي على الإطلاق» هو على دراية بهذه التقنية، مستشهدة بالردود السوفيتية عند التعرض للنقد، مثل «أنتم تقتلون الزنوج»، كمثال «تقليدي» للتكتيك. في بلومبرج نيوز، وصف ليونيد بيرشيدسكي الماذاعنية بأنها «تقليد روسي»، بينما وصفت مجلة النيويوركر هذه التقنية بأنها «إستراتيجية من أجل تكافؤ أخلاقي كاذب». وصفت جيل دوجيرتي الماذاعنية بأنها «تكتيك روسي مقدس».