كونستانتين سيون، المعروف أيضًا باسم كوستاندين أو كوثي سيون (18 سبتمبر 1795 - 27 فبراير 1862)، كان مخططًا سياسيًا ومختصًا بعلم الأنساب ومنظرًا. وُلد لأسرة متواضعة من النبلاء في مولدافيا، وعلى الرغم من أن إخوته استطاعوا التقدم اجتماعيًا، إلا أنه شغل في الغالب مناصب دنيا في المقاطعات. أثرت التوترات التي عاناها سيون من وضعه الاجتماعي وحقده على اليونانيين الأكثر نجاحًا على أعماله الأدبية وأنشطته كمزوّر للوثائق، بالتعاون مع شقيقه الأصغر كوستاش. منذ بداية مسيرته، زور أدلة تشير إلى أن عائلته يرجع نسبها إلى خان غرايس من خانية القرم. شهد كونستانتين صعودًا عرَضيًا في الوضع الاجتماعي خلال حرب الاستقلال اليونانية، حينما دعم الإمبراطورية العثمانية وجُلِّل ولاؤه بلقب «باهارنيك»؛ ومع ذلك، عاد بسرعة للعمل كنسّاخ ثانوي لخزينة مولدافيا، وفي هذه الوظيفة بدأ يجمع الملاحظات لمخطوطته بخصوص علم الأنساب «نبلاء مولدوفيا». هذا الكتاب، الذي انتهى منه في الخمسينيات من القرن التاسع عشر ولم ينشر في عمر مؤلفه، يجمع بين السجل التاريخي والجدل السياسي، مما جعل موثوقيته موضع نقاش بين المؤرخين لاحقًا.
بعد غزو روسيا لعام 1828، انخرطت عائلة سيون في المقاومة السلمية ضد الإمبراطورية الروسية، وشعروا عمومًا بالاستياء من الترتيب الدستوري المعروف باسم «ريجولامنتول أورغانيك»، رغم عمل كونستانتين لفترة في فوكشاني، بمنصب عمدة ورئيس نقابة (ستاروستي). أثارت العائلة استياءً، وأدرجت في النهاية في القائمة السوداء من قبل الأمير المعين من قبل الروس، ميهايل ستوردزا، الذي انتقد حكمه بشدة في «أرهوندولوجيا». في هذا السياق، بدأ كونستانتين وكوستاش سيون، جنبًا إلى جنب مع العالم جيورج ساوليسكو، في تداول وثائق مزورة تبدو وكأنها أوامر رسمية، وتمكنوا من إقناع الجمهور بأنهم ينحدرون من النبلاء القدماء. رغم اشتراك الأخوة في بعض أهداف ثورة مولدافيا لعام 1848، إلا أنهم لم يشتركوا في الأحداث واكتفوا بالإبقاء على المحافظة، معتدين على ستوردزا وخصومه. حافظوا على هذا الموقف خلال فترة حكم غريغوري ألكساندرو غيكا في الخمسينيات من القرن التاسع عشر، حيث شعروا بالاستياء من توجهاته نحو القومية الرومانية، التي شملت اقتراحات للاتحاد مع ولاية والاشيا. رغم تردده، تابع كونستانتين شقيقه في دعم غريغوري ستوردزا كمرشح لعرش مولدافيا.
يُنسب لأخوة سيون، إلى جانب ساوليسكو، كتابة أو تأليف وثيقة سردية قديمة مفترضة، وهي «سجل هورو» (1856). أثارت هذه الوثيقة إعجاب مفكري تلك الفترة، بدءًا من الذين كانوا يشعرون بالاستياء من المشروع الاتحادي مثل غيورغي أساكي. كانت وثيقة سيون المزيفة ملائمة لهم لتقديم سرد حول الحياة في العصور المظلمة الرومانية غير الموثقة تمامًا، وأيضًا لإشارة إلى أصول النبلاء المولدافيين المزعومة في الإمبراطورية الرومانية. بالإضافة إلى ذلك، قدم العمل مبررًا لاستعادة مولدافيا الكبرى وفصلها عن والاشيا. بانت شبهة «سجل هورو» على الفور، إذ عينت لجنة من قبل الأمير غيكا للتحقيق فيه، لكنها لم تستطع إصدار حكم بسبب وجود كل من أساكي وساوليسكو ضمن أعضائها. نجا كونستانتين سيون من تشكيل الأمصار المتحدة، وهو ما عارضه، وتوفي قبل أن تتم معالجة جدل هورو بطريقة تصب لصالحه. بعد فشل محاولاته في الحصول على المزيد من ممتلكات والده، قضى بعض أوقات سنواته الأخيرة في محاولة إنشاء قرية خاصة به، «سيونيشتي» على الحواف الشمالية لبونغيشتي.