ديميتري راليت (يُترجم أيضًا إلى راليتي، أو راليتو؛ بالأبجدية السيريلية الرومانية: Дімітріє Ралєт،Раллєтȣ، أو Раллєтi؛ نحو عام 1816 - 25 أكتوبر 1858) كان شخصية سياسية مولدوفية ومساهمًا بارزًا في الأدب الروماني. ينتمي إلى الطبقة العليا من البويار، وينحدر من أصول يونان الفنار والأرومانيين، وربما لم يُولد في مولدافيا. لا يزال تاريخ عائلته غامضًا ومثيرًا للجدل، وكذلك ظروف ولادته وحياته المبكرة. وكان والده السباثاريوس ألكساندرو راليت قاضيًا في مدينة بوتوشاني شمال مولدافيا، ومالكًا لبلدة بوتشيسيا. وربما تلقى تعليمه في الخارج، وكان يتحدث عدة لغات في العشرينيات من عمره، فتولى ديمتري وظيفة والده في المحكمة عام 1841، لكنه لم يخدم إلا فترةً وجيزة، تخللها انقطاعات. ونشر أعماله لأول مرة مترجمًا عام 1837، قبل أن يبدأ مسيرته الفعلية عام 1840 بمقالات قصيرة في السخرية الاجتماعية، وأظهرت مقالاته إلمامًا عميقًا بالأدب الفرنسي في القرن الثامن عشر. كان راليت من أتباع الرومانسية المتأملين والمنتقدين لذاتهم، وقد ساعدت مساهماته الشبابية بإرساء أسلوب جاد في الفكاهة الرومانية الحديثة.
مع أن الأمير المحافظ ميخائيل ستوردزا منحه لقب آغا، اعتنق راليت الليبرالية المتمردة، وسعى لتجريم العبودية، وكشف عن ستوردزا زعيمًا لعصابة بويار فاسدة. وصل إلى اعتناق القومية الرومانية، التي كان هدفها المباشر التوحيد السياسي لمولدافيا والأفلاق. انضمّ إلى الحزب الوطني في الثورة المولدافية (1848) الفاشلة، ويبدو أنه أفلت من العقاب، وتواصل مع معارضي ستوردزا الآخرين من منزله في بوتوشاني. وانضمّ راليت إلى حكومة الحزب الوطني التي شكلها الأمير غريغور ألكساندرو غيكا عام 1849، إذ ساهم في إلغاء العبودية، وإدخال إصلاحات تعليمية، واتخاذ الخطوات الأولى نحو مصادرة ممتلكات الأديرة. وخلال حرب القرم، وبصفته دبلوماسيًا لدى غيكا، قدم راليت سياساتٍ قربت مولدافيا من القوى الغربية، وأبعدتها عن وضعها دولةً تابعة للإمبراطورية العثمانية. دفعته محاولته وكوستاتشي نيغري التقاضي بشأن قضية الأديرة إلى رحلة طويلة إلى إسطنبول.
كان راليت مروجًا للمنصة الوحدوية قبل الانتخابات التشريعية في يوليو عام 1857، ومعارضًا للكتلة الانفصالية المحافظة التي تشكلت حول القائم مقام تيودور بالش ونيكولاي فوغوريدي. أثار الاهتمام الدولي بكشفه عن تمييز فوغوريدي وتزويره الانتخابي، وكان مسؤولًا إلى حد بعيد عن إعادة الانتخابات في سبتمبر. أصبح لاحقًا شخصية بارزة في ديوان ياش الخاص، إذ ساعد بصفته معتدلًا في تجنيد المحافظين للقضية الوحدوية. وتشمل أعماله الأدبية الأخيرة مسرحيات كوميدية لاقت استحسانًا واسعًا، شمل ذلك النقاد المعاصرين، ونسخته الخاصة من ساعة الاتحاد، إضافةً إلى يوميات رحلته الشرقية، أحد أوائل النصوص من هذا القبيل التي كتبها مولدوفي، ومن بين روائع هذا النوع في سياقها الروماني. وأمضى راليت بعضًا من أشهره الأخيرة في الإمبراطورية الفرنسية، محاولًا الحصول على دعم للاتحاد، وكان يُعالج من مرضه المتفاقم بالسل. وتوفي عند عودته، دون أن يتمكن من رؤية تأسيس الممالك المتحدة، الذي حدث بعد أشهر قليلة.