الدليل الشامل لـ كولوسس

حاسوب كولوسس كان مجموعة من الحواسيب تم تطويرها من قبل مجموعة من محللي الشفرات البريطانيين في الفترة ما بين 1943 و1945 من القرن العشرين، للمساعدة في تحليل الرموز السرية لآلة التشفير الألمانية لورينز. استخدم كولوسس صمامات ثيرميونية (الأنابيب المفرغة) لأداء العمليات البوليانية الجبرية والعمليات الحسابية. وبالتالي، يُعتبر كولوسس أول حاسوب في العالم: إلكتروني، رقمي، وقابل للبرمجة، رغم أنه تمت برمجته من خلال مفاتيح ومقابس وليس ببرنامج مخزن فيه. يُعتبر هذا الجهاز تاريخيًا، بدءًا من تصميمه وتطويره وصولًا إلى دوره الحاسم في فك شفرات الألمان خلال الحرب العالمية الثانية.

تم تصميم كولوسس من قبل مكتب البريد العام (GPO)، وقام مهندس الهاتف تومي فلاورز بإجراء بحث علمي لحل مشكلة طرحها عالم الرياضيات ماكس نيومان في مدرسة الرموز السرية والتشفير الحكومية (GCHQ حاليا) في بلتشلي بارك في بريطانيا.

استخدم العالم ألان تورنغ الاحتمالية في تحليل الرموز السرية (انظر بانبوريزموس) ، وقد أسهم في تصميم الجهاز. وفي بعض الأحيان، كانت هناك تصريحات خاطئة بأن السيد تورنغ قد قام بتصميم كولوسس للمساعدة في تحليل الشيفرات في آلة إنجما. وان الآلة التي استعملها تورنغ لمساعدته في حل شيفرة انجما كانت الآلة الالكتروميكانيكية بومب، وليست كولوسس.

النموذج الأولي، كولوسس مارك 1، تم عرض عمله في ديسمبر عام 1943م، وكان قيد الاستخدام في بلتشلي بارك في أوائل عام 1944م من القرن العشرين. وهنالك نموذج محسّن يحمل اسم كولوسس مارك 2، الذي استخدم مسجل الإزاحة ليضاعف سرعة معالجة البيانات خمس مرات أكثر، وتم تشغيله في يناير من عام 1944م من القرن العشرين، في الوقت المناسب لعملية الإنزال التي حدثت في نورماندي، فرنسا، خلال الحرب العالمية الثانية في اليوم الأول من الإنزال. وقد استُخدم عشرة حواسيب بحلول نهاية الحرب، وكان الحادي عشر جاهزًا للخدمة. واستخدام هذه الآلات في بلتشلي بارك سمح للحلفاء بالحصول على كم هائل من المعلومات الاستخباراتية العسكرية من اعتراض المراسلات اللاسلكية بين القيادة العليا للجيش الألماني (OKW) ووحداتهم وقادتهم في المناطق الأوروبية المحتلة.

ظل وجود آلات كولوسس طي الكتمان حتى منتصف سبعينيات القرن الماضي؛ حيث تم تدمير الآلات ومخطوطات بنائها مسبقًا في الستينيات كجزء من الجهود المبذولة للحفاظ على سرية المشروع. ويُعزى الفضل في تمهيد الطريق للحواسيب الإلكترونية والرقمية إلى أولئك الذين شاركوا في مشروع كولوسس خلال حياتهم. تم إعادة بناء نسخة من مارك 2 وعملها بكفاءة في عام 2008م بفضل توني سيل وبعض المتطوعين؛ وهي معروضة حاليًا في المتحف الوطني للحواسيب في بلتشلي بارك في ميلتون كينز، بريطانيا.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←